المسيح نبي ومعلم

لم يجادل القرآن في كثير من الأنبياء والرسل الآخرين على الرغم من عددهم حسب القرآن الذي يكاد يفوق التصور. إلا أنه وضع جدلاً وأسئلة كثيرة حول يسوع المسيح ( الذي يسميه القرآن المسيح ابن مريم أو عيسى ابن مريم ). وصف القرآن في كثير من الآيات والأحاديث يسوع المسيح بأنه نبي و رسول و معلم أيضاً. في هذه المقالة نتساءل هل المسيح هو حقاً نبي ورسول ومعلم؟ هل يستطيع الإسلام من خلال القرآن والأحاديث أن يثبت ذلك ؟ وإذا لم يستطيع القرآن أن يثبت نبوة و رسولية يسوع المسيح فماذا نقول عن الإسلام ؟ وهل يثبت الكتاب المقدس نبوة وتعليم المسيح؟ إذا كان كذلك فماذا نقول عن المسيحية؟
قبل أن ندخل في المحاولة على الإجابة على الأسئلة السابقة دعونا أولاً نسأل: من هو النبي أو الرسول؟ من هو المعلم؟ حسب اللغة العربية والمنظور الإسلامي كلمة نبي اشتقت من النبو بمعني الارتفاع والسمو ومن النبأ بمعنى الخبر الصادق ذو الشأن العظيم. و كلمة نبي حسب تعريف الكتاب المقدس فهو الشخص الذي يعلن إرادة الله والمستقبل للشعب بإرشاد الوحي الإلهي. طبعاً هناك شروط وعلامات للنبي، القرآن يقول في سورة آل عمران الآية 49" وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" في هذه الآية نرى القرآن ينسب إلى المسيح بأنه رسول ونبي ومعلم وصانع معجزات. ولكن للأسف على الرغم من أن هذه الآية جاءت بستمائة سنة تقريباً بعد المسيح إلا أن القرآن لم يستطيع أن يأتي بأي شيء يثبت هذه النبوة والتعليم الذي أعلنه ... وبصورة واضحة ليس هناك أي قرينة تثبت صحة هذا الادعاء.
لان هناك نبي كاذب ونبي صادق. ولكن إذا أردنا أن نثبت أن النبي هو صادق على الرغم من الذي أعلنه ( هنا نشير إلى القرآن ) لا يستطيع إثبات الإعلان فإذن المعلن يكون هو الكاذب. من صفات النبي الكاذب هي النشوة الصوفية النبوية وهي حالة تظهر بدون إنذار سابق. وأيضاً هناك صنعة أن النبي يكون مأجور من قبل الملك ليتنبأ بما يريده الملك، وأكثر من ذلك يورد الكتاب المقدس في سفر التثنية الإصحاح 13 وسفر أرميا الإصحاح 23 و سفر حزقيال الإصحاح 13 وصف للنبي الكاذب. هذه الصفات هي أن نبوة النبي لا تتحقق وأن النبي ينادي بآلهة أخرى خلاف الله وأن تعاليم النبي الكاذب تخالف تعاليم موسى. أضف إلى ذلك أن الأنبياء الكذبة جاءوا من تلقاء أنفسهم و ينادون بنبوات من عندهم والسلام الذي يعلنونه ليس من الله ولا يبنون حياة الناس الروحية.من خلال هذه التعريفات هل يا ترى يسوع المسيح حسب القرآن نبي صادق أم كاذب؟ هل يستطيع القرآن أن يثبت نبوة وتعليم المسيح؟
الإجابة على هذا السؤال وبعد تفحص القرآن لا. القرآن لا يستطيع إطلاقا إثبات نبوة وتعليم يسوع المسيح. لأنه لا يستطيع أن يذكر ولا مثلاً عملياً مثبت تاريخياً أن المسيح تنبأ أو أن المسيح عَلم هكذا. هنا نقف عند مفترق الطريق: إما أن يسوع المسيح نبي كاذب أوأن إعلان القرآن ليس مبني على أي قرينة تثبت نبوة المسيح وتبعاً لذلك فالقرآن على خطأ.
حسب الكتاب المقدس أثبت بالدليل القاطع أنه نبي ورسول ومعلم وأكثر من ذلك، أولا انه نبي لان كل نبوات الكتاب المقدس تتحدث عنه، وأن المسيح جاء ليدعو الناس إلى فحص نفوسهم ليروا مطالب الله منهم ( أنظر إلى إنجيل متى الإصحاح 5 و6 و7) وقد أعلن الحقائق الإلهية بأسلوب جديد. الأمثلة الكثيرة التي تثبت أن المسيح هو الرسول والنبي والمعلم تفوق تصور كل عقل في الكتاب المقدس.
فهل يا ترى يسوع المسيح حقاً نبياً ورسولاً ومعلما؟ نقول حسب القرآن لا... لأن القرآن فشل في إعطاء القرائن لإدعائه ... ولكن نقول نعم حسب الكتاب المقدس أن المسيح هو نبي ومعلم ورسول وأكثر من ذلك أنه هو الله الذي جاء في الجسد لتخليص البشرية والعالم أجمع من هلاك الخطية.
إن كانت لديك أسئلة بخصوص موضوع يسوع المسيح نبي ومعلم لا تتردد أن تتصل بنا أو الدخول إلى غرفة الدردشة لتتحدث مباشرة مع احد أعضاء الموقع. إذا كنت ترغب في حوار و نقاش أكثر ندعوك للدخول إلى منتدى ربنا موجود و سوف تجد أشخاص كثيرين يشاركونك أو يختلفون معك في الرأي فمرحبا بك في منتدى الحرية والنقاش.