osamacaesar عضو ماسى ( مفيش بعده )
عدد الرسائل : 1004 العمر : 47 العمل/الترفيه : Data Entry Operator تاريخ التسجيل : 26/12/2007
| موضوع: عودة الجندى الجريح الخميس أبريل 03, 2008 7:28 pm | |
| الجندي الجريح بعد انتهاء الحروب عادت باخرة الى احد الموانئ الأميركية تحمل عدداً من الأسرى والجرحى ممن وصلت حالتهم الى البؤس واليأس ، وكان من بينهم شاب عمره 22 عاماً قد أضنته الجراح المثخنة وهدّته الأمراض الموجعة . هو فتى ربيب أسرة مهذبة ، شب رقيقاً على حياة الليونة فشقت عليه حياة الأسر والثكنات العسكرية والحرمان من اللباس الناعم ، أضف الى هذا ما اكتسى به جسده من جروح وقروح مما شق احتماله . علم أن أخاه الأكبر وليم سيكون على رصيف الميناء . لكنه أخذ يفكر كيف يتسنى لأخيه أن يعرفه وهو على هذه الصورة !! . وأخذ يحدث رفاقه أن أخاه مهذباً ، يحيا حياة الرفاهية والتنعم ، وله بيت توفرت فيه وسائل العيش الرغيد . ثم أخذ يقول : " كيف يمكن أن يرحبوا بي في هذا الوضع ؟ !! لقد تغيّرت حالتي كثيراً بحيث أن وليم لن يعرفني ! وحتى لو عرفني فانه سوف لا يأخذني معه … انه لا خير لي إلا أن يضمني المستشفى مرة أخرى ليسلمني بعد ذلك الى القبر " . وكان يبكي وهو يتفرس في أسماله وفي الصورة المشوهة التي صار عليها . وما أن لامست الباخرة رصيف الميناء حتى صعد اليها رجل متين البنية جميل الطلعة ، هو وليم شقيق الجندي الجريح ، وقد كان في انتظار الباخرة اربع ساعات كاملة . وكانت معه عربة فخمة أعد فيها وسائد لينة وأغطية لتحمل أخاه الى القطار ثم الى المنزل . لقد مرَّ وليم بجانبه لكنه لم يتعرف عليه . لقد تقززت نفسه وهو يتطلّع الى ذلك المُلقى البائس ، قروح في فمه وأنفه ، وجهه متنفخ ، وشعره أشعث ، وجبهته ملفوفة بالأربطة ، أقدام عارية كلها أورام ، مجموعة من الملابس الرثة تكسو جسده … مما جعله يتحوّل مشمئزاً مكروباً . ذاب قلب الغلام التعيس وقال في نفسه : " هذا هو ما كنت أتوقعه أن وليم لن يعرفني وسيشمئز من منظري " ، ولم يجد لديه الشجاعة الكافية أن يكلمه . للمرة الثانية والثالثة اجتاز وليم بين ركاب الباخرة ولم يهتدي الى اخيه ، وظن أنه قد مات أثناء الرحلة . وللمرة الأخير أخذ يتفحّص الجنود واحداً واحداً دون أن يتعرّف عليه . بينما كان عتيداً أن يتحوّل سمع صيحة مرّة : ألا تعرفني يا وليم ! " قالها الجريح بشفاه مرتعشة وهو يستجمع أنفاسه بكل قوة . أخي الحبيب !! لماذا لم تتكلم من قبل ؟! هكذا كان جواب وليم لأخيه . ثم حمله في الحال الى العربة ، بأسماله وجراحه وأوجاعه . ووضع تحت تصرفه كل قوته وثروته وكل ما يملك . أيها القارئ العزيز ، قد يكون احساسك بخطاياك ووضاعتك وجروحك وقروحك الأدبية والنفسية يشيع في نفسك مثل هذا الإحساس بالنسبة للرب يسوع . ولكن ثق أنك حين تأتي اليه سيعانقك ويقبلك ويضمك الى صدره كما فعل وليم مع أخيه المضنى ، والفارق بين محبة وغنى وليم وشخص الرب يسوع عظيم لا يقاس. لقد بيّن الله محبته لك ، وأنت بعد خاطئ مات المسيح لأجلك . ولا يزال يناديك مرحباً بك في احضان محبته قائلاً " من يقبل اليَّ لا أخرجه خارجاً " يوحنا 6 : 37 ومهما كانت خطاياك وآثامك فإن صوت المحبة يناديك " إن كانت خطاياك كالقرمز تبيض كالثلج وإن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف " اشعياء 1 :18 ويسوع لا يزال يمد اليك يده منتظراً عودتك اليه ، فلا تتوانى لحظة عن المجيء اليه.
| |
|