قال احد المعترفين : ذهبت لمقابلة اب اعترافى ونفسى مره جدا بسبب تصرفات زميل لى , وقلبى كان يمتلىء مراره والما كثيرا و بدأ ابى الجلسه بالصلاه , ثم تحدثت عن زميلى انه صنع كذا وكذا وكذا الى ان انتهيت من سرد ما يؤلمنى و لما فتح ابى فاه بالكلام قال لى ساسرد لك هذه القصه الحقيقيه التى حدثت مع احد معارفى بمدينه الشرقيه ( وقتئذ )فانصت وبدا ابى يقول : ( كان لرجل صائغ تجاره ناجحه قامت على امانته وجهاده فى التجاره متنقلا على دابه من قريه الى اخرى كان يستقبل فيها بالترحاب والتكريم ثم انتقل الى السماء تاركا هذه الثروه كلها لابنيه , اللذان تابعا تجاره والدهم حتى انتهى بهما المطاف فى احدى القرى حتى الغروب , ففضلا المبيت فى القريه حفاظا على تجارتهم من لصوص اليل اهتدى فكرهم الى المبيت عند منقريوس "بك" الذى حالما قرعا بابه فتح لهما بترحاب ذاكرا لهما محبته وتقديره لوالدهما , ثم دخل الى زوجته وقال لها : " اذبحى ذكر بط واصنعى لقمة محبة للضيفين"
و بينما انهمكت الزوجه فى اعداد العشاء كان منقريوس "بك" يرحب بالاخوين فدعا احدهما الى غسل يديه بماء الابريق و بينما هو يجالس اخوه الاخر ساله : ما الحال الان بعد وفاه ابيك ؟! فاجابه : الحمدلله لولا حكمتى وحرصى لكانت الثروة تبددت لان اخى << حمار >> لا يفهم !
ولما اتى الثانى من غسل يديه ساله ايضا : ما الحال الان بعد وفاه ابيك ؟! فاجابه : كل شىء على ما يرام بفضل قدرتى على ملاطفه الزبائن لان اخى << كالبغل >> فى التعامل مع الناس يرفس دائما !
ولم يكد ينتهى من اجابته حتى قام منقريوس "بك" حتى بلغ زوجته فى المطبخ قائلا لها : "تعشى انت والاولاد بالبط , واحضرى صينيه عليها طبقى فول بلدى جاف وشعير جاف وغطيها باغطيتهما !