زياراته الرعوية
بدأ البابا كيرلس السادس زياراته الرعوية بالأسكندرية فى 25 مايو 1959 م - فقام بزيارة جميع الكنائس وكان يطمئن على احوالها والتعرف على إحتياجاتها , وقام ايضاً أثناء وجوده بالقاهرة بزياره كنائسها ..
أما بالنسبة للإيبارشيات فقد زار : السويس الشرقية - الدقهلية - الغربية - المنوفية - الجيزة - القليوبية - بنى سويف - المنيا - أسيوط .. وأقام الصلوات والقداسات الإلهية فى كنائس الإيبارشيات مع الاباء المطارنة والأساقفة وكانت أجراس الكنائس تدق بوصوله وكانت رناتها تعلن فى كل كنيسة عن العهد الجديد .
وعندما كان يعلم الأقباط بزيارة باباه كانت الجموع تتدفق وتزدحم على محطات السكك الحديدية لإستقبال قداسته بالفرح والتهليل والتراتيل .
خدمات للصلاة فى الكفور والنجوع
أهتم البابا كيرلس السادس بالمناطق البعيدة عن أماكن الكنائس والتى تحتاج غلى رعاية متميزة ومتواصلة وفى مقدمتها خدمة "المذابح المتنقلة" وبهذه الخدمة أستطاع الألوف من القباط من سكان المناطق البعيدة والنائية أن يحضروا القداسات والصلوات والتناول من الأسرار المقدسة .
أسقفيات لمختلف الخدمات الكنسية
وقد كان البابا كيرلس قد أنشأ مكتباً للخدمات الإجتماعية وعهد برئاسته إلى القمص ميخائيل الأبن البكر للقمص داود مرقس صديقه الفوى , وفى صيف سنة 1962 م ذهب القمص ميخائيل مندوباً عن الكنيسة القبطية إلى مدينة " بوسى ليحضر مؤتمراً مؤتمراً للخدمة الإجتماعية حيث تناقش المجتمعون : فة أن الخدمة يجب أن تشمل الجميع بلا تفرقة بين جنس ودين ولون , وحال إنتهائه , وبعد الإنتهاء من هذا المؤتمر ثم ذهب إلى باريس ليحضر مؤتمر " التعاون بين الرجل والمرأة " وتداول المجتمعون الحديث عن الأسرة المثالية والتشريعات الأسرية المعمول بها فى مختلف الدول .. وهل تتفق وكيان السرة وموقف الكنيسة من تحديد النسل , وقد خرجوا بقرار هو أن الرب يستهدف الخصوبة الروحية للأسرة فى المقام الأول .
وقامت أسقفية الخدمات فى عهده فى خدمة الدياكونية فى القرى المحرومة والفئات المهمشة الذين لم يكن لهم احد ليذكرهم , وقامت لاحقاً هذه الأسقفية بإضافة خدمات للأحياء الشعبية الفقيرة وقدمت برامج التنمية المختلفة وركزت هذه البرامج على رفع عدد العاملين بهذه الأسر ومن هذه الأنشطة : مراكز تنمية الفتاة - محو المية - فتح مستوصفات طبية - التدريب المهنى - الحضانات .. الخ لمزيد من تفاصيل هذه الأنشطة راجع أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية - كتاب اليوبيل الفضى 1987م
ولأول مرة فى تاريخ الكنيسة يؤسس البابا كيرلس السادس أسقفيات على فكرة وليست على أيبروشية لها شعب , وقد باغت القبط بهذه المفاجأة أذهلتهم وأفرحتهم , ففى عصر السبت 29 سبتمبر 1962م وقف أمامه الراهبان مكارى وانطونيوس (من دير السيدة العذراء - السريان) بناء على طلبه , وكانت المفاجأة إذ فوجئ كلاهما والحاضرين بوضع يد البابا الوقور يده على رأس كل منهما بالتتالى وبترديد الصلوات الخاصة بإلباسهما الأسكيم المقدس تمهيداً لرسامتهما أساقفة تبعاً للتقليد الكنسى القبطى , وفى صباح اليوم التالى فى حفل الرسامة كانت المفاجأة الثانية وهى رسامتها أساقفة فى حقل الخدمة , فرسم القمص مكارى أسقفاً للعلاقات العامة والخدمات الإجتماعية بأسم " الأنبا صموئيل " ورسم القمص أنطونيوس أسقفاً للإكليريكية والتربية الكنسية بأسم " الأنبا شنودة"
وإستكمالاً للتقليد الكنسى أقيم صباح الجمعة 5 أكتوبر بتقليد الأسقفين الجديدين مهام كرامتهما فى مقر عملهما , وقد أناب قداسة البابا أنبا يؤنس مطران الخرطوم لتلاوة تقليد الأنبا صموئيل , وأنبا يؤنس مطران الجيزة لتلاوة تقليد الأنبا شنودة , وسار الأسقفان الجديان بصحبة المطرانين فى موكب كنسى من الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية إلى أرض الأنبا رويس , حيث أقيم فى المعهد العالى للدراسات القبطية حفل الستقبال وألقى أنبا يؤنس مطران الجيزة كلمة قال فيها : " أنه يعتبر هذا اليوم من الأيام السعيدة فى كنيستنا الحبيبة , ثم عن الرسالة العليا الموضوعة على كل منهما متمنياً للأسقفين الجديدين الإرشاد والتوفيق من الروح القدس .
النهضة الروحية التى اثمرت فى عصره وامتدت حتى هذا اليوم
وأنطلقت فى عصرة الخدمات الروحية وأمتلأت الكنائس بالشعب القبطى الذى وجد راحة فيها وكثر المصلين فى القداسات الإلهية - وفى الإجتماعات الروحية - الإفتقاد المستمر - نشاط كبير للتربية الكنسية - سهرات للصلوات روحية - إجتماعات لدراسة الكتاب المقدس - إجتماعات للشباب - إجتماعات للشابات - تعلم عدد كبير من الطفال والصبية والشباب للألحان الكنسية - بداية أعادة تعلم اللغة القبطية - الرحلات الدينية غلى ألديرة - التعليم الكنسى والعظات - خدمة الدياكونية - برامج الخدمات الإجتماعية - مشروع التمية المختلفة .. ألخ
خدمة الأقباط فى بلاد المهجر
فى عهد قاسة البابا كيرلس السادس هاجر الكثير من الأقباط تاركين مصر بسبب القوانين الإشتراكية التى أصدرها جمال عبد الناصر فى الستينيات من القرن العشرين وأضرت بمصالحهم فى الأعمال الحرة وضيقت على أرزاقهم وتجمعوا فى بلاد مثل أمريكا وكندا وأستراليا وأوربا وأفريقيا والدول العربية وغيرها من انحاء العالم وكان يتعهدهم بابوته وكثيراً ما كانوا يحضرون إلى مصر ويذهبون لزيارته وتعهدهم بأبوته ورعايته وابوته المعهودة , وحرص البابا كيرلس السادس على إرسال كهنة إلى أغلب هذه البلاد حتى لا يضيع الشعب القبطى فى وسط شعوب البلاد التى هاجروا إليها وكانت مهمتهم هو الإفتقاد وأقامة الصلوات والقداسات والخدمات والأنشطة المختلفة .
وفى أول عام بعد سيامته أرسل القمص مكاريوس السريانى ( المتنيح نيافة الأنبا أثناسيوس أصبح مطران بنى سويف) إلى بعض دول شرق أفريقيا وكان قد سبق للمتنيح البابا يوساب أن سام فيها الأنبا مرقس - راجع القمص صموئيل تاوضروس - فى كتاب باباوات الكرسى الإسكندري
وأرسل القس مينا أسكندر من الأسكندرية وقد مكث عاماً فى أوروبا لرعاية الأقباط وكان يسافر من بلدة إلى أخرى ليقيم الصلوات ويفتقد الأقباط الذين يعملون فى أوربا .
وفى عام 1962م بدأت جولات الأنبا صموئيل الرعوية إلى كندا والولايات المتحدة الأمريكية وفى مدنها الكثيرة وإلى سائر بلدان العالم وكتب تقريراً عن حاجة الشعب القبطى الذى يزداد بزيادة المهاجرين من مصر كل سنة فقام قداسه البابا بسيامة : القمص مرقس إلياس كاهنا لأمريكا الشمالية وكندا وذلك فى عام 1964م ,
وفى عام 1969م أرسل البابا كيرلس المتنيح القمص بيشوى كامل إلى لوس أنجيلوس وبدأ من هناك خدمة الشعب القبطى فى الولايات المتحدة الأمريكية .
وفى عام 1968م قام البابا كيرلس السادس برسامة أبن أخته القمص مينا كامل لبيب كاهنا على مدينة سيدنى بأستراليا فقام بخدمة كبيرة فى جميع القارة الإسترالية وكان يذهب إلى ولاياتها المختلفة ليقيم القداسات فيها .. ولمزيد من المعلومات راجع كتاب عشر سنوات مجيدة - د / حكيم أمين
وفى زمن البابا كيرلس السادس أصبح هناك كنيسة فى كل من استراليا وأمريكا وكندا وكنيسة فى لندن ومجموع الكنائس فى الخارج 7 كنائس فقط .
ولما تنيح البابا كيرلس جلس البابا شنودة الثالث على كرسى مار مرقس وزار بلاد المهجر بنفسه ليطلع على إحتياجاتها حتى وصل عدد الكنائس فى مدينة سيدنى وحدها أكثر من 16 كنيسة وأنشأت كنائس فى بعض البلاد الأخرى منها اليابان وماليزيا شعوبها من أهل البلاد أى يابانيين وماليزيين يتبعون أسقف سيدنى الأنبا دانيال كما أن الأنبا مرقس أسقف أفريقيا أنشأ كنائس فى بلاد كثيرة هناك وأصبح كثير من الأفارقة يتبعون الكنيسة الأفريقية كنيسة مار مرقس الرسول الأفريقى .