الشباب بين الواقعيه والرومانسيه......

يطلب الانسان دائما من الناس افضل صفاتهم ومن الاشياء اجملها وما يتمناه لنفسه ويستبعد تحقيقه يسعى اليه فى الخيال واحلام اليقظه الورديه ولو عادت عقارب الساعه للخلف لاختار شخصيه وظروفا غير التى يحياها..

من هنا ياتى الاقبال الشديد على شبكة الانترنت حيث مواقع تحقق فى الخيال فقط كافة الامانى.

الرومانسى يطلب من الاخر الرقه منتهى الرقه ومن الغنى اوفره ومن الامانه اقصاها ومن الشهرة اوسعها ومن القوة شمشونها(من شمشون) يريد الحياة سهله بدون متاعب , يعشق خاتم سليمان ومصباح علاء الدين وتبهره الالف ليلة وليلة!! وتاتى اللفظه رومانسيه من ..رومانتيكيه.. من (رومانتك) اى رومى

اما الشخص الموضوعى فهو متعقل هو ليس متشاءما ولكنه واقعى يعرف ان النجاح يسبقه الكفاح والكمال المطلق هو لله وحده بينما يعانى كل البشر من نقاط ضعف وان الحياة بشكل عام مشوبة بالنقض وبالتالى فمن المتوقع ان تواجهنا هنا فى هذه الحياة بعض المتاعب وعلينا الانياس متى اخفقنا بل لقد تسلمنا من السيد المسيح ومن الاباء ان نفرح فى الالام ونسر فى الضيقات بل وصل الالم فى فلسفة المسيحيه الى حد اعتباره موهبة

مشكلة الرومانسى انه يهرب من الواقع الى الخيال ومن الموضوعيه الواعية الى المثاليه المريضة يتخذ له مكانا على هامش المجتمع يحلق عاليا وهو معرض للصدمات اكثر من غيره وكلما ارتفع اكثر اصبح سقوطه عظيما فليس نجاح دون سهر وليس هناك ورد بلا شوك

لا شك ان ذلك يختلف عن الاشخاص الموهوبين اصحاب الحس العالى سواء فى مجالات الموسيقى او الرسم او الشعر ولكن الفرق ان هؤلاء يجدون فى الاشياء اجملها حتى ولو كان مظهرها بسيطا بعكس الرومانسيين الذين يهتمون بالمظهر اكثر من الجواهر فلقد كان العديد من الموسيقيين والشعراء فقراء لايملكون قوت يومهم والبعض منهم لازمه الفقر حتى نهاية حياته

الحب الحقيقى وجمال الروح اجمل من الشكل, والحاله النفسيه للشخص هى التى تحدد مذاقة الطعام بل وفعاليته والشخص الذى نريده هو من يحيا سعيدا رغم كل شئ بواقعيه ووعى لامكاناته ولما يدور فالحياة كما قلنا من قبل تحتاج الى تفهم وتقبل وتعايش فليس كل الاغنياء سعداء وليس كل السعداء مليونيرات.....