ماهى طبيعة النار التى لا تطفأ والدود الذى لا يموت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سؤال : عذاب أبدى ونعيم أبدى ،
فى النهاية لا تدخل المادة ، سواء فى العذاب أو النعيم
ثم يقول : فسر لنا معنى
نار لا تطفأ ودود لا يموت ؟
الجواب :
عندما تضع يدك على شيئ
ساخن ، ماذا يحدث ؟ عندما تضع يدك على ماسورة سخنة ، تحرق ، وهى ليست نار حمراء ،
لكنها نار .
عندما الإنسان يكون عنده
حمى فى جسمه ، خصوصاً عندما تكون درجة حرارته 42 ، تجد يده سخنة ، إذن هناك نار
ولكن غير مضيئة .
عندما يكون إنسان عنده
ارتكاريا فى جسمه ، يكون عنده أكلان وجسمه ملتهب ، إذن هناك نار ، فهنا مفهوم
النار ليست نار مادية مثل نار الفحم ، إنما المهم أنها نار يصطلى بها الإنسان ،
ويتعذب بها روحاً وجسداً ، أحياناً الألم النفسى يجعل الإنسان يحس أنه فى نار ،
الأفكار والمعانى والمتاعب يحسها كنار ، وفعلاً تجد راسه ساخنة على الرغم من أنها
آلام نفسية ، لكن الجسد يكون فيه نار ، بمعنى أن الجسد يتعذب كما قلنا مثل أى واحد
عنده حمى فيكون جسمه سخن جداً .
كلمة نار لا تطفأ ، ودود
لا يموت ، الدود هو الذى يعذب الجسد ويأكل فى الجسد ، فممكن أن يكون هناك آلام
للجسد لا تنته ، فيحدث أكلان فى الجسد مثل الدود تماماً ، لكن ليس من الضرورى أن
يكون دود مثل الدود الذى نعرفه ، لأن هذا الدود قابل للموت وللفناء ، إنما ذاك عذاب
أبدى ، يقول يصعد عذابه دخان إلى أبد الآبدين .
أريد أن أقول أن العذاب
أبدى بالمعنى الحقيقى للكلمة ، وليس معنى مجازى أو معنى خيالى ، وعذاب للجسد وعذاب
للنفس .
عذاب النفس هو تأنيب
الضمير ، إنما عذاب الجسد آلام فى الجسد فعلاً . وعذاب حقيقى وليس عذاب مجازى أو
معنوى ، المعنويات للروح ، لكن الجسد أيضاً له نصيب فى الجزاء ، وجزاء أبدى ، نعم
أبدى أى متواصل ، لان النار التى نعرفها فى الحباة تخمد ، إنما هذه وصفها أنها نار
لا تطفأ ، ودود لا يموت ، بمعنى عذاب فى الجسد متواصل
من كتابات المتنيح الأنبا غريغوريس
اسقف عام
للدراسات العليا
اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى