وهذا يتبع المعني الروحي أيضاً للختان الذي هو عهد مع الله كما ذكرنا وينال حياه أبدية إذ هو ختان أبدي..
مع أن عملية الختان الجسدي في حد ذاته زمني ولكن لأنه عهد لذلك يعطي حياه أبدية.. وهذا ما يعنيه اليوم الثامن إذ رقم (
رقم يشير إلي الحياة الجديدة.. لذلك قام الرب في اليوم الثامن للخلقة (الاحد) وحل الروح القدس في اليوم الخمسين في بداية الاسبوع الثامن للقيامة.. ورمز هذا نجده في خلاص نوح وأرسته وكانوا ثمانية أنفس.. ونوح نفسه هو الثامن (من آدم)..…… إلخ.
ومن هنا كان إختيار رقم (
في الايام من الولادة يشير إلي الحياة الجديدة أو البداية الجديدة وهذا معني روحي رائع للختان أنه مرتبط بالروح وليس بمجرد قطع غرلة الجسد.. ومرتبط بالعبور من الحياة الزمنية التي يرمز لها بالغرلة الي الحياة الابدية التي يرمز لها بالختان.. مما يقودنا إلي خلع محبة الزمنيات والعبور الي محبة ربنا يسوع المسيح لنعبر به للأبدية السعيده..
لذلك يقول القديس مكاريوس الكبير: "ينال شعب الله علامة الختان في قلبهم من الداخل لأن السيف السماوي يقطع غلف الخطية النجسة من العقل والقلب"..
لهذا فالختان يعني خضوع النفس لعمل الروح القدس.. فكما تموت الغرلة المقطوعة من الجسد هكذا تموت الشهوة في النفس.. وكان موت الغرلة يمثل قطع ما يخص الشهوة من الجسد حتي يصير جسداً مقدساً ويشير إلي الحياة النقية الطاهرة.. لذلك يقول العلامة ترتيلتان في خطة إله الناموس أن يكون ختان للقلب لا للجسد فقط وكذلك ختان بالروح لا بالحروف (رو 2: 3).. حتي قال موسى (فاختنوا غرلة الله بختان القلب حتي لا يتحول.. علي اعتبار أنه ختان يوصل الإنسان إلي الله..
ويقول أحد الاباء:" تختن الاذن إن كانت لا تسمع الشتائم وكلمات المجدفين والنمامين وقد أغلقت أمام الوشاية الخاطئة والكذب والغضب كما لا تنفتح لسماع الاغاني الفاسدة وأهواء المسارح.. ولا تطلب الامور السفلية بل تبتعد عن كل تجربة زائلة.. هذا هو ختان الاذن الذي تقدمة الكنيسة لأولادها.. لعل هذه الاذن هي التي قال عنها الرب يسوع "من له آذنان للسمع فليسمع" (مت 13: 9).. إذ لا يستطيع أحد أن يسمع كلام الرب النقي.. كلام الحكمة والحق.. بإذن غير مختونة وغير طاهرة..
ويؤكد ذلك أب آخر بقولة: إننا إعترفنا بالمسيح يسوع بشفاهنا ولم نظهر عهده في لحمنا خلال حياتنا اليومية العملية نكون في ذلك كاليهود الذي يفتخرون بختان الجسد بينما ينكرونه بأعمالهم.. فيتحول الامر إلي طقس عقيم أو عمل جسدي لا قيمة له..
بينما يقول ثالث عن ختان القلب: عندما نشتعل بشهوات جسدانية نكون زناه في القلب وبالتالي نكون غير مختوني القلب.. وعندما نرحب في داخلنا بأفكار الهراطقة تهيج في داخلنا أفكار التجديف وفي قلوبنا ضد معرفة ربنا يسوع المسيح فنكون أيضاً غير مختوني القلب.. أما عندما نحتفظ بنقاوة الايمان في إستقامة الضمير فنكون مختوني القلب ونستحق سماع ذلك الصوت القائل "طوبى لانقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5:
.
من خلال هذه الاقوال نري أن الجسد ليس شراً في ذاته ولكنة من الممكن أن يقع تحت تأثير الشهوات. ونجد في التعبيرات اليونانية ما يؤكد ذلك.. كيف؟!
كلمة سوما: تعني الجسد الذي ينعم بمفاعيل الحياة الروحية وخاضع خضوعاً كاملاً لعمل الروح القدس، ويصل في ذروته إلي جسد القيامة.. لذلك حينما يحمل لكاهن جسد الرب علي يديه يقول: بي سوما إثؤاب أي الجسد المقدس الذي بتناوله ننال حياه أبدية.
. مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا. ولكن كلمة ساركس: تعني الجسد القابل للتأثر بالحرب ومن الممكن أن يخضع التيار الاثم.. فيفرق بين العقل النقي والعقل الخاضع للشر هكذا.. لذلك يقول الكاهن عن تجسد إبن الله "تجسد وتأنس و علمنا طرق الخلاص" لأنه أخذ جسداً قابلاً للموت مثلنا لأنه مكتوب شابهنا في كل شئ ما خلا الخطيئة وحدها لأنه قدوس بلا شر.. وهذه نقله كبيرة بارك بها الرب طبيعتنا إذأعطانا نعمة التحول من الساركس إلي السوما.. لذلك نري القديسين وقد إرتفعوا إلي الدرجات الروحية بعمل الروح القدس فيهم وشركته معهم في حياتهم.
أن السيد المسيح أول من تمم الختان في العهد الجديد علماً بأنه ليس بحاجة إلي الختان لكن شابهنا في كل شئ ما خلا الخطية وحدها.. في إتضاع تام تمم ذلك ليكون لنا مثالاً حياً نفتقي آثاره إذ أنه:
1- أطاع الشريعة التي تأمر بالختان (لا 12: 3) ليعلمنا حفظ الوصايا.
2- ليتمم كل بر ولولا أنه إختتن لما قبله اليهود أو سمعوا كلامة كمعلم.
3- ليتشبه بإخوته في كل شئ (عب 2: 17)
4- سيراً علي عادته في تواضعه إذ بولادته أخذ صورة إنسان أما بختانه أخذ صورة الخاطئ هو وحده الذي بلا خطية.. لقد قدموا عن السيد عند ختانه ذبيحة متضعه حسب الرشيعة فرخي حمام إذ كان أبواه فقيرين: أما ذبائحنا التي نقدمها لله فهي ذبائح روحية نلتزم بها ما دمنا في غربة هذا العالم وأهمها:
- ذبيحة الشكر: (اللهم علي نذورك أوفي ذبائح شكر لك) (مز 56: 12)
- ذبيحة الحمد: (فلك أذبح ذبيحة حمد وباسم الرب وأدعوا) (مز 116: 17)
- ذبيحة التسبيح: (فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة باسمه) (عب 13: 15)
- ذبيحة الصلاه: (فأطلب اليكم أيها الاخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية) (رو 12: 1)
- ذبيحة رفع الايدي في الصلاه: (لتستقم صلاتي كالبخور قدامك ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية) (مز 141: 2)
- ذبيحة المحبة: (وإسلكوا في المحبة كما أحبنا المسيح أيضاً وأسلم نفسه لأجلنا قرباناً وذبيحة لله رائحة طيبة) (أف 5: 2)
- ذبيحة الصدقة: (صلواتك وصدقاتك صعدت تذكاراً أمام الله (أع 10: 4) (لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله).
- ذبيحة الانسحاق: (ذبائح الله هي روح منكسرة القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره) (مز 51: 17)
- ذبيحة الطاعة: (وإذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع حتي الموت موت الصليب (في 2:
ليعطنا الرب وحواسنا لتكون جديده في المسيح يسوع إلهنا الذي له المجد الدائم إلي الابد آمين.