لا يزال الباب مفتوحا

سأتكلم
لكم عن أشخاص ارادوا ان يخلعوا ثوب الشر والقذاره ويلبسوا ثوب البر
والقداسه لا كرهاً في الشر ولا حباً في البر بل لانهم رأوا ان حالتهم
الحاضره المؤلمة يزيدها الشر ألماً والبر يزيل خوفها فهم أشبه بجسم منتن
تزين بأجمل الملابس.



أذكر
يهوذا الذي ندم وقال ((اخطأت)) ثم لشدة تأثيره مضى وخنق نفسه ومات هالكاً
(متى 27 : 4 ، 5) وقد كتب عنه مزمور بروح النبوة ((مز 109)).



وفرعون
أيضاً المتقسى قال ((أخطأت)) (خر 9 : 7) وبلعام أيضاً قال أخطأت (عد 22 :
34) ولكن كل هؤلاء هلكوا لأن توبتهم لم تكن صحيحة فإن بكوا فليس على
خطيئتهم بل على عقابها وعندما كان الرب يسوع معلق على الصليب بين الارض
والسماء حدثت زلزله عظيمة وتزلزلت الصخور وتشققت الاحجار وقام الاموات من
القبور حتى قائد المئه والذين معه كانوا يحرسون يسوع لما رأوا الزلزله
خافوا جداً وقالوا حقاً كان هذا ابن الله (متى 27 : 51 – 54) ولكن مع ذلك
لم يؤمنوا.



وأنت
عزيزي هل تريد ان يثبت لك الله لاهوته وناسوته حتى تؤمن ساعة موتك،
تتجاهله كل حياتك وتريد اثبات ساعه موتك ... هذا وهم باطل ، التوبة وطلب
الرب عندما يفكر بهما الانسان ويؤجلهما الى ساعة الموت هذه خدعة شيطانيه.



يا
عزيزي التوبة وقول ((أخطأت)) أي الرجوع الى الرب معناه تغير في اتجاه
الحياه والفكر وعمل الصلاح والتوبة تبرهن بالاعمال قال يوحنا المعمدان
((اصنعوا اثماراً تليق بالتوبة(( (لو 3 : تذكروا توبة زكا قال للرب يسوع:
ها انا اعطي نصف أموالي للمساكين وان كنت وشيت بأحد أرد له اربعة أضعاف
(لو 9 : ماذا أجاب يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت (لو 9 : 9).



قال
احد الاباء الاوائل لقد رفض الله ان تقدم له ذبيحة من أحد هذه الطيور وهي
من الطيور النجسة ((البوم ، الغواص ، والكركي))(لا 11 : 17) ذلك لأن الاول
يختفي في النهار ولا يظهر إلا في الليل والثاني يظل حياته ساكتاً ولا يصيح
بصوت عذباً إلا عند موته والثالث له رائحة فم كريهة طالما حيا ولكن عند
موته تتحول الى عُرف ذكي وهكذا أنت يا عزيزي إحذر ان تكون ناسي الله في
نهار حياتك وتذكره فقط في ليل موتك تهمل رحمة ونداء الله لك طول ايام
حياتك وتريد أن تلتمسها في ساعاتك الاخيرة ، ولا تكن من الذين يرسلون في
حياتهم رائحة الكذب والتجديف والشتم والحلف ولم يفكر في ان تخرج من فمه
كلمات الصلاه والعباده والسجود والترنيم ولم يفكر بها إلا وهو يلفظ النفس
الاخير كل هذا حسن وجميل ولكن ما الذي يضمن لك ان تكون في كامل وعيك وأنت
تلفظ انفاسك الاخيرة ومن ادراك ما هي ساعتك كم وكم عدد اولئك الذين
شاهدناهم وجالسناهم وصاحبناهم وعلى يقين منا ماتوا غفله دون ان يلفظوا
كلمة وداع أو يوصى بيتهم ، أذكر كيف ان الموت ادرك بعضهم فجأءة وهم جالسون
وبعضهم سائرون وبعضهم نائمون في فراشهم ومما لا شك فيه ان احداً منهم لم
يكن يخطر بباله انه سيموت فجأءة على الطريقه التي مات بها . لأن الله
لخيرنا أخفى عنا هذه الساعة ولا نعلم في أي ساعة اقدم عليك (رؤ 3 : 2 ، 3)
والانسان لا يعرف وقته (جا 9 : 12)، والمرنم قال في يدك آجالي (مز 31 :
15).



وانه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الانسان (لو 12 : 4) أو أنت تذهب الى ابن الانسان .



عزيزي : باب الرحمة والخلاص ما زال مفتوح ونعمه الله قادرة ان تخلصك ، تعال الى الرب الفاتح ذراعيه ويقول لك :

تعال الي وأنا أريحك (متى 11 : 28)

التفتوا الي واخلصوا (أش 45 : 22)

احذر
عزيزي ان تكون من المبصرين الذين لا يبصرون والسامعين الذين لا يسمعون ولا
يفهمون (متى 13 : 13) ولا تكن كميت في القبر وأنت تحيا هذه الحياة مقيد
ومربوط اليدين والرجلين ومعصوب العينين ولكن كن

كالفاهمون الذين يضيئون كضياء الجلد والذين يردون كثيرين الى البر كالكواكب

(دا 12 : 3).