عماد عضو مالوش حل (ذهبى)
عدد الرسائل : 323 تاريخ التسجيل : 17/03/2008
| موضوع: تاملات للبابا الخميس أكتوبر 09, 2008 10:59 am | |
| ثلاثة تفاصيل لفضيلة الأمانة بقلم: البابا شنودة الثالث
لست أقصد فقط مجرد الأمانة في المال والأمور المادية، أي أن الانسان لا يكون سارقا أو ناهبا لغيره.. إنما أقصد الأمانة بوجه عام في كل حياة الإنسان الروحية، في تفاصيل ثلاثة: أمانة في علاقته مع الله، ومع الناس، ومع نفسه..
كثيرون بدأوا الحياة معا.. ولكن بعضهم وصل، والبعض لم يصلوا، والبعض تأخر، فما السبب في كل ذلك؟ السبب هو مقدار أمانة كل منهم. فالذين وصلوا هم الذين كانوا في غاية الأمانة في أداء دورهم في الحياة والقيام بواجباتهم ومسئولياتهم علي أكمل وجه.. - والامانة تشمل الأمور العالمية، كما تشمل الأمور الروحية. فكما يهتم الانسان بروحياته، ينبغي أن يكون أمينا في كل عمل يعمله. فالتلميذ ينبغي أن يكون أمينا في دراسته، في مذاكرته ومراجعته ونجاحه وتفوقه. وكذلك العامل في إتقانه لعمله وحفظه لمواعيده. وبالمثل الموظف وكل من هو في مسئولية. فيوسف الصديق كان انسانا روحيا وأمينا في عمله، سواء في خدمته لنوطيفار حتي ازدهر عمل الرجل. كما كان خادما في عمله كوزير تموين لمصر، حتي أنقذها وأنقذ البلاد المحيطة لها من المجاعة.
وتوجد في الحياة العملية أمور لاختبار الأمانة مثال ذلك: هل من الامانة ان يحصل شخص علي شهادة مرضية زائفة، يقدمها للحصول علي عطلة من العمل بدون وجه حق؟ وهو في ذلك لا يكتفي بأن يكون غير أمين، انما يوقع الطبيب معه ويجره إلي الخطأ معه! كذلك من يأخذ بدل سفر بدون وجه حق، أو يطالب بمكافأة علي عمل زائد overtime، بينما يمكن القيام بنفس العمل في الوقت العادي بدون زيادة!
والامثلة كثيرة من جهة عدم الأمانة في الحياة العملية، منها من ينقل الأخبار بطريقة غير أمينة، أو من لا يكون أمينا علي سر اؤتمن عليه. كذلك من لا يؤدي أية مهمة كلف بها بالأمانة المطلوبة
الأمانة تجاه الله: فقلبك الذي هو ملك لله، لا تفتحه لأعدائه، وهكذا فإن الانسان الأمين نحو الله وحفظ وصاياه، لا يتساهل مع أية خطية، ولا يتراخي مع الفكر الخاطيء، بل بكل أمانة يطرده بسرعة ولا يقبل أن يفصله أي فكر أو أية مشاعر عن محبة الله وعن طاعة وحفظ وصاياه. وهو يحفظ تلك الوصايا ولا يحيد عنها أمينا في تنفيذها لا يلتمس في ذلك ولا تبريرا وينتصر علي كل العوائق.
هو أمين أيضا في صلواته وكل نواحي عبادته، وأمين في عقيدته وفي إيمانه وفي تقديم صورة مشرقة عن الانسان المؤمن. وهو أمين في خدمة بيت الله وفي دعوة الناس اليه. ويفعل ذلك بكل جدية، يبدأ يومه بالله وينهيه بذكر اسمه. ويحيا باستمرار في حياة الشكر، يشكر الله علي نعمته وستره ورضاه. ولا يتذمر مطلقا علي مشيئة الله.. وهو باستمرار حريص علي انه لا ينطق باسم الله إلا بخشوع يليق بعزة الله وجلاله ومجده.
والامين في علاقته بالله يكون أمينا في نذوره وعهوده يعرف أنه من الخير له ألا ينذر من أن ينذر ولا يفي. كما يكون أمينا أيضا في واجباته المالية من نحو الله
أمانة الإنسان نحو نفسه: يضع أمامه مصيره الابدي. فيهتم بروحه ونقاوة قلبه. ويكون أمينا كل الأمانة في مقاومة الخطية، وفي السلوك في حياة الفضيلة والبر. ويعطي روحه غذاءها اليومي من الصلوات والتراتيل وقراءة كتاب الله والتأمل فيه. ولا يقتصر علي مجرد الاهتمام بالجسد واحتياجاته بل يجعل روحياته في المرتبة الاولي من اهتماماته بحيث ينمو كل حين في حياة البر، حتي يصل الي الكمال النسبي الممكن له كإنسان.. كذلك يكون أمينا في تثقيف نفسه بكل مصادر المعرفة والحكمة حتي ينمو في عقله وفكره وذكائه. وان كان طالب علم، يكون أمينا في دراسته لكي يصل- ليس فقط الي النجاح ـ انما الي التفوق أيضا والامتياز.
والانسان الامين لا يعتذر مطلقا بقلة امكانياته، انما يحاول أن ينمي امكانياته وقدراته بجميع الطرق. وهو لا يعتذر بالعوائق والموانع، بل يبذل كل جهده للانتصار عليها. وفي كل يقوي ارادته فلا تخور ولا تضعف.
والانسان الامين لايتساهل مع نفسه في أي شيء. بل يضبط نفسه تماما. وذلك لانه ان تساهل من جهة أخطاء الحواس، تحاربه الافكار. وان تساهل مع الافكار، تحاربه الشهوات. وان تساهل مع الشهوات، يسقط في العمل الخاطيء، انه في امانته يكون كالجبل الراسخ تصدمه العواصف والانواء فلا تنال منه شيئا.
والانسان الامين نحو نفسه، يكون أمينا أيضا من جهة وقته. فيستغل كل دقيقة من حياته لفائدته وفائدة الآخرين.
وهو بدرك تماما أن الوقت جزء من حياته لا يجوز له أن يبدده.. ويحرص علي أن يكون وقته في صالحه وليس ضده، بحيث لا يندم علي وقت قضاه في عمل ما.
الانسان الامين علي نفسه، يعرف ان له نفسا واحدة ان خسرها خسر كل شيء وليس ما يعوضها.. وهكذا يذكر باستمرار انه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه لذلك فهو يهتم بحاضر نفسه ومستقبلها ويحرص علي خلاص نفسه
أمانته نحو الاخرين: والانسان الامين يحتفظ بأسرار الناس لا يفشي شيئا منها ولو لاقرب المقربين اليه. ولا يفضح ضعفات أحد بل يكون سترا له وغطاء. وان وجد أحدا محتاجا الي معونة لا يقصر في إعانته، ويفعل ذلك في سرية بحيث لا يخجله أمام غيره.. ويكون معينا لمن ليس له معين، ونورا للسائرين في الظلمة.
وأمانته نحو الآخرين تلزمه أن يشاركهم في احزانهم وفي أفراحهم، وتقتضيه الامانة ان يزور المريض منهم، وأن يعزي من يحتاج الي تعزية وان يقدم النصيحة المخلصة لمن يلزمه النصح، وأن يشترك في حل مشاكل من هو في ضيقة، مادام هذا الامر في قدرته. ويكون قلبا محبا للكل، ويحترم الصغير منهم والكبير، ولا يحتقر الساقط بل يساعده علي القيام. ***
علي أن هناك من يسأل بعد كل هذا: ولكن ماذا استطيع أن أفعل. ان كان لا يمكنني الوصول الي هذا المستوي؟ وان كنت- علي الرغم من ضعفي ـ أريد أن أكون أمينا الامانة كلها، فكيف أبدأ؟!
| |
|
مسعد خليل عضو فضى
عدد الرسائل : 146 العمر : 64 العمل/الترفيه : فى حب المسيح تاريخ التسجيل : 04/05/2008
| |
بابكى تحت صليبك عضو نشيط
عدد الرسائل : 78 العمر : 35 العمل/الترفيه : امراء المنتدى تاريخ التسجيل : 13/12/2008
| موضوع: رد: تاملات للبابا السبت ديسمبر 13, 2008 2:37 pm | |
| ميرسى يا عماد على التامل الجميل والرب يبارك تعب محبتك خير وبركه ... | |
|