الثمرة الخامسة : اللطف
اللطف ضد العنف،وهو نوع من الوداعة والرقة والبشاشة والشفقة والترفقبالآخرين والبعد عن الخشونة والقسوة .
وينصحنا معلمنا بولس الرسولبقوله"كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين" (أف 2:4) ويقول "البسوا كمختارىالله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ولطفاً وتواضعاً ووداعة وطول أناة" (كو12:3) .
الله لطيف بشهادة معلمنا بولس الرسول القائل"حين ظهر لطف الله مخلصناوإحسانه لا بأعمال بر عملناها بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديدالروح القدس" (تى 4:3) ، الإنسان اللطيف يتشبه بالله في لطفه ومحبته وشفقته وإحسانه .
في مثل الابن الضال (لو15) انظروا كم كان الأب لطيفاً مع ابنه الذيرجع ومع ابنه الذي تذمر وغضب حتى كسب الاثنين.
الإنسان اللطيف لا يخاصم ولايصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته ، الإنسان اللطيف يكتشف النقاط البيضاء فيالآخرين ويركز عليها ويظهرها ويمتدحها حتى يشجع الناس للسير في طريق الخير مثلماعمل الرب مع المرأة السامرية .
الإنسان اللطيف لا يتذمر منالعتاب والمواجهة بل يعطى الآخرين فرصة للتعبير عن رأيهم ، فهذا هو الطريق السليملحل المشاكل والتصالح .
الإنسان اللطيف لا يحتقرالضعفاء والفقراء بل يسندهم ويشفق عليهم . بالعنف قد يخسر الإنسان أحباءه ، بينماباللطف يكسب حتى أعدائه .
الثمرة السادسة – الصـــــــــلاح
الصلاح ثمرة شهية من ثمار الروح القدس العامل فينا .
والصلاح هو الاستقامة والسلامة من العيوب .
الإنسان الصالح هو الإنسان المستقيم الملتزم والمؤدي لواجباته على مايرام .
الصلاح نوعان : سلبي وإيجابي .
الصلاح السلبي هو البعد عنالخطايا والنقائص ، أما الإيجابي فهو عمل الخير والبر وممارسة الفضائل بكافةأنواعها .
والإنسان الصالح هو الذي يسير علي هذين الخطينالمتوازيين .
الله من أجل محبته للصلاح ورغبته في قيادتنا في طريقالصلاح وضع أمامنا وفينا إمكانيات كثيرة للصلاح مثل :
أولاً :خلقنا علي صورته ومثاله في الصلاح والبروالعقل والحكمة،ولما فسدت طبيعتنا بالخطية قام بتجديدها بالفداء والمعمودية .
ثانياً :جعلنا هياكل للروح القدس ليعمل فيناويقودنا في طريق الصلاح "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم" (1كو16:3) وهو يرشدنا إلي جميع الحق ويعلمنا كل شيء ويذكرنا بكل ما قاله الرب لنا ، يبكتناعلي كل خطية نرتكبها وعلي كل خير قصرنا في عمله .
ثالثاً :أوجد فينا الضمير الذي هو صوت الله فيالإنسان ، يحكم ويشرع ويوبخ ويؤنب ويهذب ، يمنع عن الخطأ ويرشد إلي البر ويشجع عليالصلاح والاستقامة .
الثمرة السابعة – الإيــــــــــمان
الإيمان هو الأساس الذي نبني عليه حياتنا الروحيةوعلاقتنا بالله ، به نرضي الله لأنه بدون إيمان لا يمكن إرضائه (عب6:11).
الإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا تري ، هوضد الشك والارتياب والتزعزع .
الإيمان هو أحد الفضائلالثلاث الكبرى في المسيحية : الإيمان والرجاء والمحبة (1كو13) الإيمان أولهاوالمحبة أعظمها .
الإيمان هو حياة عملية يحياها المؤمن كقول الرسول بولس "أما البار فبالإيمان يحيا" (رو27:1) ، أي يحول الإيمان النظري إلي حياة معاشهوسلوك عملي ولا يفصل بين ما يؤمن به وما يعمله، إيمانه يكون هو الإيمان العاملبالمحبة (غل6:5) أي الإيمان الذي يعبر عن نفسه بالمحبة والعمل الصالح لأن الأعمالهي برهان وثمار الإيمان.
الإيمان الأرثوذكسي معناهالإيمان المستقيم الصحيح،ولكي يكون الإنسان كاملاً يجب أن يتحلى بأرثوذكسية الإيمانوأرثوذكسية السيرة أي إيمان مستقيم وسيرة مستقيمة تمجد الله .
وللإيمان المستقيم ثمار حلوة نافعة مثل الصلاة المقبولة وحياةالتسليم الكامل لمشيئة الله المعتنى بنا،وحياة الشكر والرضا في كل ظروفالحياة،وطاعة الوصية الالهية ما دمنا نؤمن أنها كلمة الله لخلاصنا .
الثمرة الثامنة – الـــــــــــوداعــــــــة
والوداعة هي السكون والهدوءوالبعد عن العنف والنرفزة وعلو الصوت تشبها بالمسيح الذي لا يخاصم ولا يصيح ولايسمع أحد في الشوارع صوته .
الرجل الوديع هو الرجل الطيبالهاديء دمث الأخلاق .
طوب السيد المسيح الوداعة في عظته علي الجبل حين قال "طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض"(مت5:5) ، يرثون الأرض هنا أي يكسبون محبة الكلوقلوب الكل ويعيشون في سلام وأمان حسب قول المزمور "الودعاء يرثون الأرض ويتلذذونبكثرة السلام" (مز11:37) ثم يرثون السماء في الأبدية كقول المزمور "أنا أؤمن أنأعاين خيرات الرب في أرض الأحياء" (مز13:27).
ولأهمية الوداعة دعانا الربأن نتعلمها منه شخصياً فنعيش سعداء ، قال "تعلموا منى فأنى وديع ومتواضع القلبفتجدوا راحة لنفوسكم" (مت29:11) .
وللإنسان الوديع صفات كثيرةمنها :
1 -الوديع طيب مسالم .
2 -الوديع هاديء بشوش .
3 -الوديع صوته خفيض وهادىء .
4 -الوديع سهل التعامل مع الناس .
5 -الوديع لا يتذمر ولا يتضجر .
6 -الوديع محتمل .
7 -الوديع لا يحتد ولا يتهيج بل يجاوب الجواب اللينوالجواب اللين يصرف الغضب .
8 -الوديع يكونكالنسيم الهادىء الذي لا يحدث عاصفة ولا زوبعة ولا توتر ولا اصطدام ، بل تنسابحياته في هدوء وسلام مع نفسه ومع الآخرين أيضا .
الثمرة التاسعة – الـــــتعفف
الثمرة الحلوة الأخيرة التي ذكرها الرسول بولس هيالتعفف .
التعفف هو العفة والطهارة والنزاهة والأمانة .
التعفف يشمل :عفة اللسان وعفة الجسد وعفة الحواسوعفة الفكر والقلب وعفة اليد .
عفة اللسان : هي ألايتلفظ بكلمة بطالة من أي نوع ، لا شتيمة ولا كذب ولا حلفان ولا تهكم ولا إدانة ولانميمة ولا أي خطية من خطايا اللسان .
اللسان العفيف صاحبه مؤدبمهذب يزن كل كلمة قبل أن ينطق بها ويتقن أدب الحوار والتخاطب مع الآخرين .
عفة القلب والفكر هي العفة الداخلية التي يبنى عليها كل تعفف منالخارج قال الحكيم "فوق كل تحفظ احفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة (أم23:4( .
عفة القلب والفكر هي عفة المشاعر والعواطف والأحاسيس والمقاصدوالنيات والرغبات .
أما عفة الجسد فهي بعده عن كل شهوة جسدية رديئة،وشهواتالجسد تشمل شهوة الأكل والشرب والراحة والمتعة والزنا وسائر الملذات الجسدية .
عفة الجسد تشمل الحشمة وعفة الملبس والعفة في المشي والجلوس والكلام .
الإنسان العفيف هو الذي يبتعد عن كل العثرات والمثيرات التي تثيرالجسد وتهيجه وويل لمن تأتي بسببه العثرات .
عفة الحواس تشمل عفة النظروالسمع واللمس والشم والتذوق وكلها مطلوبة للإنسان الذي يريد أن يحيا حياة التعفف ،لأن الحواس هي مداخل القلب والفكر،وصيانتها تصون القلب والفكر والجسد من خطاياالنجاسة .
عفة اليد أيضا مطلوبة وتعنى الأمانة وعدم السرقةوالاختلاس وقبول الرشوة وملامسة الأجساد بغرض نجس أو ضرب الآخرين وإيذائهم أو تقديمما يضرهم ويدمر حياتهم مثل الخمور والمخدرات والمكيفات بسائر أنواعها .
هذه بعض ثمار الروح القدس كما علمها لنا الكتاب المقدس نرجو أن تكونهذه الثمار واضحة في حياتنا حتى يتمجد الله فينا وبنا .