+ الرجاء كعلاج للكأبة:
.............................
ونقصد بالرجاء النظرة المستقبلية من جهة المستقبل وعدم الاستسلام للياس مهما كانت الظروف ضاغطة ومهما كانت الحالة سيئة
ان الذى يعيش فى الرجاء لا تزعجه الضيقة الحاضرة انما يبهجه الحل القريب لهذه الضيقة وهكذا يكون الانسان دائم التفاؤل واثقا ان كل خطا لابد سيصحح وكل باب مغلق لابد سينفتح
طبيعى ان الياس يلد كابة والكأبة هى ايضا تلد يأسا
وكل منهما يكون بالنسبة للاخر سببا ونتيجة اما المؤمن الحقيقى فهو بعيد عن كليهما
( فرحين فى الرجاء ) ( رو 12 : 12 )
+ الصبر كعلاج :
....................
الذى يريد حلا سريعا لمشاكله ما اسهل ان يقع فى الكأبة كلما وجد ان الايام تمر به والحالة كما هى فى ضيقها
اما الانسان الواسع الصدر فيعطى مدى زمنيا للمشكلة لكى تنحل
ويكون مستعدا للصبر ولو الى سنوات طويلة واثقا ان الرب سياتى ولو فى الهزيع الاخير من الليل
ولا ينتظر وهو متضايق كئيب ومنحصر فى نفسه انما وهو راضى القلب فى ثقة كاملة بعمل الله
يقول لنفسه : لابد ان الرب سياتى ولا يهمنى متى
انما الذى يهمنى ثقتى بمجيئه...
وهو يرى ان الوقت الذى يختاره الرب هو افضل الاوقات هو الوقت المناسب الذى تحدده حكمة الله ويرضاه حسن تدبيره الالهى....لهذا يقول المزمور:
( انتظر الرب تقو وليتشدد قلبك وانتظر الرب) ( مز 27 : 14 )
وان لم تصبر ستتعب نفسك وتكتئب...
الصبر افضل وليكن صبرا فى ثقة ويقين بعمل الرب ..
+ القناعة او التجرد :
.............................
فضيلة التجرد تقضى على الكأبة تماما ..لان الذى تخلص من جميع الرغبات والشهوات على اى شئ سوف يكتئب
..انه لن يجد مطلقا سببا يدعو الى الاكنئاب ولهذا نسمع فى كل قداس قول الكتاب :
( لا تحبوا العالم ولا الاشياء التى فى العالم ...العالم يمضى وشهوته معه ) ( 1 يو 2 : 15 ، 17 )
كل امور العالم زائلة بما فى ذلك الكرامة والصيت والغنى والسلطة فان ضاع من انسان مؤمن شئ من هذا او ما شابهه فلن يحزن بسببه او يكتئب ..بل ان القديس بولس الرسول يقول :
( خسرت كل الاشياء وانا احسبها نفاية ) ( فى 3 : 8 )
وكما قال القديس اغسطينوس : ( جلست على قمة العالم حينما احسست فى نفسى انى لا اخاف شيئا ولا اشتهى شيئا)
فان لم تكن عند الانسان فضيلة الترد فعلى الاقل تكون عنده فضيلة القناعة
فيكتفى بما هو فيه ولا يطلب ما هو اكثر او ما هو افضل الا فى حدود ما يسمح له الله به..لا يرتئ فوق ما ينبغى ..بل يحيا ( حسبما قسم الله له نصيبا من الايمان ) ( رو 12 : 3 )
مثل هذا الانسان لا يمكن ان يكتئب بل يقول فى رضى :
مادام الله المحب يرضى لى بهذا الوضع فانا ايضا راض به
+ حياة الشكر وقاية وعلاج:
...................................
الانسان المتدرب على حياة الشكر لن يصاب اطلاقا بالكابة
ولهذا يقول لنا الرسول : ( شاكرين فى كل حين على كل شئ ) اف 5 : 20 ) ويقول ايضا ( افرحوا كل حين ..اشكروا فى كل شئ ) ( 1 تس 5 : 16 ، 18 )
وهكذا تضع لنا الكنيسة صلاة الشكر فى مقدمة كل صلاة لا لكى نصليها فقط بل لكى نحيا حياة الشكر
+ الفرح علاج ووقاية:
............................
المؤمن الذى يحيا فى حياة الفرح بالرب لا تستطيع الكأبة ان تصل اليه
هو فرحان لانه وجد الرب ومع الرب اصبح لا يريد شيئا ولا يكتئب بسبب شئ يكفيه الله
الذى تعود حياة الفرح يهرب بطبيعته من الكأبة وكل اسبابها
وان صادف شيئا متعبا لا يفكر فيه كثيرا ولا يفحص اعماقه المحزنة انا يلقيه جانبا حتى لا يعكر فرحه بالرب
انه يرى الكأبة حرب من الشيطان يحاول ان ينزع بها فرحه الالهى منه ليلقيه فى الحزن
وهو لا يستسلم لحرب الشيطان بل يتمسك فى اصرار بقول الرب لتلاميذه :
( ولا ينزع احد فرحك منكم ) ( يو 16 : 22 )
لذلك عيشوا حياة الفرح والبشاشة وابعدوا عن التدين المريض الذى يدعوكم الى الكأبة
وحينما اقول الفرح لا اقصد الفرح العالمى بل لفرح بالرب وهو فرح اعمق واصدق
والبشاشة ايضا ليست هى ما فى اهل العالم من انحلال او استهتار وانما هى نور الفرح الالهى والسلام الداخلى والايمان يشع على الوجه فيبسط ملامحه ويعلن انه سعيد بالحياة المقدسة التى يحياها
والانسان البشوش دائما يتعزى الناس بمنظره فى وسط الضيقات وهو كلما احاطت به مشكلة يتركها خارج قلبه ولا يسمح ان تدخل داخل قلبه
هو بعيد عن التعقيد ياخذ كل المشاكل ببساطة قلب وان احاطت به مشكلة يعمل على حلها بقدر ما يستطيع ويقول انا القيتها بجملتها على الله ويستمر فى فرحه
+ الواقعية:
.............
ونقصد بها ان تعيش فى الواقع وليس فى الخيال ولا فى المثاليات الخيالية
لا تتصور وضعا خياليا لتعيش فيه او مثاليات خيالية ليعيش فيها غيرك فان لم تجد هذا ولا ذاك تلقى بنقسك فى الكأبة..
اعمل ما عليك واترك الباقى لله ولا تعش فى كأبة متخيلا الوضع المثالى الذى كان ينبغى ان تكون فيه
كذلك لا تفترض مثالية خيالية فى جميع الناس ولا حتى فى خدام الكنيسة افترض الواقع انهم بشر لئلا اذا صدمت بمثالية احدهم تتحطم وتتعب وتكتئب
ان اخطا احد منهم صل من اجله ولا تتعقد بسببه
ان الكتاب قد شرح لنا اخطاء رسل وانبياء وقديسين وبقوا فى حكم الله كما هم على الرغم من اخطائهم
اخطاء الناس اعتبرها طبيعية جزءا من طبيعة الانسان المائلة ولا تدعها تحطم نفسيتك
كثير من الناس يتعبون من معاملات الاخرين واخطائهم كما لو كانوا يفترضون فى هؤلاء الاخرين عصمة لا تخطئ بينما العصمة هى لله وحده
قداسة البابا شنودة الثالث