جلس الرجل بجوار أبونا بيشوي كامل الذي فرح به، قائلا" له:
+
لعل كل المشاكل قد انتهت، فاني أراك متهللا" !
+
لا يا أبي ، كل الأمور كما هي ..
+
فلماذا اذن أراك متهلل ؟
+
لقد أدركت أن مسيحي وحده يبقي معي في مشاكلي حتي النهاية . سأروي لك حلما بل رؤيا سحبت كل قلبي ، وملأتني فرحا ...
نمت و أنا منكسر النفس جدا"، يحيط بي اليأس من كل جانب،حتي فكرت في الإنتحار. رأيت نفسي في الحلم حزينا" للغاية،وقد وضعت في قلبي أن أتخلص من هذه الحياه المرة.
كنت أجري نحو قمة جبل مصمما" أن ألقي بنفسي الي سفحه فأموت! التقي بي أصدقائي،واحد وراء آخر، كل منهم يقدم لي كلمة تعزية، لكني شعرت مع محبتهم لي أنهم لا يستطيعون مشاركتي أّلامي.إنها مجرد كلمات أو مشاعر ..لكن أين الحل لمشاكلي؟ صممت أن أكمل الطريق،فالتقي بي كاهن صار يتحدث معي،وكانت كلماته عذبة،ولكن اذ كنت محصورا" في اًلامي لم أستجب لندائه بالرجوع عن طريق الإنتحار!
في الطريق جاء ملاك يرافقني، وصار يتحدث معي عن الحياة السماوية وعذوبتها وتحدث معي عن الحياة الزمنية بكل اًلامها بكونها لحظات عابرة،لكن لغباوتي لم أنصت له كثيرا"وأصررت علي الإنتحار..
سرت حتي بلغت قمة الجبل لألقي بنفسي الي السفح.كان الكل يصرخ أصدقائي والكاهن والملاك،وأنا لا أبالي،أدركت انهم بالحق يحبونني،لكنهم عاجزون عن حل مشاكلي! أخيرا ألقيت بنفسي من القمه وإرتطم جسدي علي صخرة أسفل الجبل وإندفعت الدماء من جراحاتي،وقبلما أفكر في شئ سمعت صوت ارتطام شديد!تطلعت حولي فرأيت مسيحي يلقي بنفسه ورائي ليخلصني من الموت المحقق..
لقد فعل الأصدقاء والكهنة والملائكة كل ما في طاقاتهم،لكنهم في لحظات وقفوا مكتوفي الأيدي، أما يسوعي فهو وحده نزل معي الي الموت ليهبني حياته..بقي وحده معي!يشفي جراحاتي التي لا تبرأ إلا بجراحاته الفائقة
وحده يقدر أن يدخل معي كما الي القبر ليهبني القيامة من الأموات.. وحده يحول ظلمتي الي نوره,ومرارتي الي عذوبته..لا أعود أخاف،لا أيأس، إنه معي كل الأيام....
هب لي ياسيدي أن تختفي كل الأيدي البشرية لأري يديك المبسوطتين لتحتضناني نعم أراك في أعماقي عندما أجلس مع نفسي ويرفع روحك القدوس قلبي إليك،أسمع صوتك خلال الأحداث المحيطه بي،أراك تتجلي أمامي وتدخل معي في حوار حب خلال إنجيلك المفرح وكنيستك المقدسة