الصلاة تبدد الحيرة
إن
الحياة الروحية للأنسان المسيحى يصعب فيها النمو إن خلت من فضيلة التأمل ،
فالتأمل هو الدخول الى العمق، كما أن التأمل هو ليس مجرد فكر إنما هو خلط
الفكر بالقلب ..
وجميع
الأباء القديسين لم يصلوا الى الدرجات الروحية العالية إلا عن طريق التأمل
الروحى ، تابع معى تلك السلسلة من التأملات والتى ستكون معظمها فى سير
القديسين ومواقف فى حياتهم .
+ تأملتنا اليوم عن موقف حدث فى حياه قديس عظيم من قديسى الكنيسة... هو القديس العظيم " الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك "
القصة الفعلية :
+
قيل عن أنبا أرسانيوس إنه بعد ما هرب من القسطنطينية وأتى إلى الإسقيط كان
يداوم الصلاةَ والتضرع إلى الله أن يرشده إلى ما ينبغي له أن يعمل وكيف
يتدبَر؟ وبعد مضي ثلاث سنين جاءه صوت يقول له: « يا أرسانيوس الزم الهدوء والبعد عن الناسِ واصمت وأنت تخلص، لأن هذه هي عروق عدم الخطية ». فما أن سمع الصوت مرة ثانيةً حتى كان يهرب من الإخوة ويلزِم نفسه الهدوء والصمت.
التأمل:
+
اذا كنت متحير فى امر ما يخص حياتك ومستقبلك فلا تكف عن الصلاة وطلب ارشاد
ربنا لك حتى يرشدك الى ما هو صالح لنفسك ولا تعتمد ابدا على ميولك ورغباتك
ولا تنفذ مشيئتك بل مشيئة الله " لتكن لا ارادتي بل ارادتك ( لو 22 : 42 ) "
أيضا
لا تجرب الله وتأمره ان ينفذ لك هذا الأمر او هذا الموضوع فى وقت محدد فلا
تحدد موعيد الى الله فهو يعلم متى يكون الوقت المناسب لك
وها هو الأنبا ارسانيوس اخذ ارشاد الله له بعد ثلاث سنوات من الطلبات والصلوات
فلا تستعجل الله واعطيه الفرصة ليعمل .
لأن ربنا مش شغال عندنا عشان نأمره وينفذ
كثيرا ما تكلمت وندمت ، واما عن السكوت فما ندمت قط (الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك)