Shakespeare عضو ماسى ( مفيش بعده )
عدد الرسائل : 1265 العمر : 36 العمل/الترفيه : English Young Man تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: السقوط وتشوه خلقة الانسان الأربعاء مايو 28, 2008 6:58 pm | |
| لما كان ادم فى مرحلة اعلان حرية ارادته فى الحياة مع الله وقبول الله وطريق الله وهذا فى قبول وصية الله فى عدم الاكل من الشجرة,.حدث أعظم كارثة فى تاريخ الانسان كله ومع فجر الانسان على الارض .حتى ان معظم كوارث الانسان فيما بعد كانت نابعة بصورة ما من هذه الكارثة .
فلقد اختار ادم بكامل حرية ارادته ان يترك الله . ويرفض وصيته .وهو عالم تماما أن ترك وصية الله تعنى له الموت وفقدان المميزات التى فى طبيعته والتى كانت على هيئة نعمة من الله ,ولكن اكل ادم من الشجرة واختار الموت.
وبالسقوط فقد ادم نعمة الله ,فقد بساطته الاولى وميله نحو الخير ,وباشتهائه واكله من الشجرة انفتح امام عينه باب الاختيار بين الخير والشر ,وانقسمت إرادته على ذاتها ,وصار يتنازعه الخير والشر معآ ,اى طاعة الله ومخالفته,ووقع تحت وطأة الفساد الطبيعى الذى كان فيه بسبب تكوينه من التراب ,وبدأ الصراع بين الروح والجسد فكلاهما يشتهى ضد الاخر .
ولما أطاع مشورة الشيطان تسلط عليه واستولى على ارادته واستعبده له ,واصبح مستحيلآ على الانسان مهما جاهد وحده أن يتقدم خطوة واحدة نحو الحياة الابدية نظرآ لعجز النفس البشرية عن قيادة نفسها نحو أمور أعلى من إمكانياتها وبدون معونة النعمة التى من الله.
وعلى هذا فقد آدم بالسقوط النعمة التى كانت له من الله ويمكن للاهمية تلخيص حالة الانسان بعد السقوط فيما يلى:
** لم يفقد آدم العقل ولكنه فقد النعمة الالهية التى كانت تعطى العقل الموهبة العليا والاستنارة الفائقة فى التأمل فى الالهيات ومعرفة الله معرفة حقيقية .بعيدة كل البعد عن غيوم الشهوات أو خداع الجسد .
وهكذا بالسقوط وفقد هذه النعمة وقع العقل والفكر أسير للشهوات واستعبد للذة ,وهكذا انتقل من التأمل فى الالهيات الى التأمل فى الجسد .وهكذا استعبد الانسان للذة وسيطرة على قلبه وحياته.
** بفقد النعمة الالهية التى كانت تحفظه وتحفظ ارادته وتأمنها لكى تكون حاضرة وقوية فوق اى تسلط .اصبحت ارادة الانسان تحت تسلط الشيطان ,وهذا لان ارادته أتفقت مع ارادة الشيطان .ورفضت ارادة الله ,وبهذا أصبح الانسان فى حوزة الشيطان يمكن أن يبث فيه فكره بسهولة .واصبح من الصعب بل من المستحيل على الانسان أن يرفض مشورة الشيطان .
بل مع تفشى الشر وانتشاره فى الجنس البشرى لم يعد يفرق الانسان بين عمله وعمل الشيطان ,بل أصبح هناك تطابق عجيب بين فكلر الانسان وفكر الشيطان,حتى أن الانسان أصبح يعمل عمل الشيطان دون أن يدرى أنه من الشيطان .
وعلى مر العصور ومع تطابق ارادة الشيطان مع ارادة الانسان ,أصبح الانسان يعبد الشيطان مرة على شكل أصنام يصنعها الانسان ويتعامل معه الشيطان من خلالها , او فى عمل ديانات وطقوس مزيفة وبخداع من الشيطان ,ويعتقد بها الانسان ويسلم لها كل حياته .
موقف الله من سقوط الانسان: _____________________
سقط الانسان وتشوهة صورته الجميلة التى كانت على صورة الله .وحدث تغيرات جوهرية فى طبيعة الانسان .لم يكن أبدآ من البساطة أن يعود الانسان الى صورته بكلمة من الله ..!!
لان السقوط أدخل الانسان تحت سلطان الموت والفساد وأيضآ ظهر عنصر الشر والخطية فى طبيعة الانسان وهو لم يكن له وجود من قبل ,ولكن يمكن القول بأن غياب النعمة الالهية من الانسان كانت نتيجته ظهور الشر فى الانسان ,كما يحدث عندما يغيب النور تظهر الظلمة على الفور.
عرف الانسان الشر ودخل قلبه ,وتسلط عليه ,واصبحت تصورات قلبه شريرة ,وتشوه فكره وعقله ومخيلته بالتأمل فى الجسد ,وهكذا وقع تحت سيطرة اللذة وهكذا صارت طبيعة الانسان فاسدة ,ولايمكن أصلحها بكلمة أبدآ لان الانسان حر الارادة وليس مُصير يفعل فيه الله ما يشآء دون قبول منه.!!
وهذا اهم ما فى الامر كله أن الله لا يشكل الانسان كما يشاء بدون ارادة الانسان ,لانه اذا كان الامر كذلك, كان صنع الله الانسان هكذا من البداية وكونه فى صورة صالحة بالطبيعة ويحكمها قانون يجعله لا يمكن أن يخطئ ,ولكن فى هذه الحالة لا يكون الانسان صورة الله .فالمشكلة الاساسية هو أن الانسان لابد أن يكون حر الارادة فى أختيار الصلاح أم الشر.
ومن هنا كان تدبير الله فى نقل الانسان الى مرحلة اخرى من خلقته ,وتحويل العقوبة بالموت التى وقع فيها بأختياره الى خلاص حسب ارادة الله الصالحة,كان ضرورى أن يخرج الانسان من فخ الموت الذى دخله بأرادته .,
كان لابد لله أن يعيد خلقة الانسان من جديد ويعيد الانسان الى صورته الاولى التى كانت على شكله ومثاله.ويدخل الانسان مرة اخرى فى قضية الاختيار بين الموت والحياة .بين الشر والصلاح,.وكان الموت قد دخل الى طبيعة الانسان حسب امر الله لا مفر .وصار الانسان تحت سلطان الموت,.
فكان لابد أن يُنقذ الانسان من الموت والفساد اولآ ثم تعود نعمة الله وتسكن داخل الانسان حتى يمكن أن تحرر ارادة الانسان لكى يستطيع أن يختار بحرية من جديد بين الخير والشر.
كيف حل الله هذه المعضلة.؟ ___________________
كان الحل فوق فكر وعقل الانسان بالفعل .لانه عمل لا يخطر على فكر الانسان مهما ارتفع فكره .لانه من يمكنه أن ينقذ الانسان الميت من موته؟؟ ويهبه النعمة من جديد . هل انسان أو رئيس اباء او نبي.كل هؤلاء تحت سلطان الموت مثلنا , فكيف يمكن أى واحد منهم أن ينقذونا من الموت .!
الذى حدث هو أن الله بنفسه تنازل وبقدرته الالهية أخذ طبيعة بشرية كاملة .وظهر بها فى صورة انسان هو الله الواحد .لم يحدث له اى تغير لحظة واحدة ولا طرفة عين ,
ولكن ظهر بين البشر فى صورة بشرية ,وهو الله وظهوره هذا سر الاسرار !!.وبظهوره هذا نقل الانسان الى مرحلة جبارة من الخليقة من لا يأخذ نصيب من ظهور الله فى الجسد ,تكون كارثة بالنسبة له.
كيف أعاد الله خلقة الانسان ؟ __________________________________________________ __
أعاد الله خلقة الانسان ورده الى رتبته الاولى كصورة له .عن طريق ظهوره فى الجسد .حيث صار الله فى شكل الانسان وبالتالى أصبح نموذج للانسان .وأصل لكل البشرية الجديدة .
فالله الذى ظهر فى الجسد ,طهر الجسد من الخطية غلب الخطية بكل صورها فى جميع مراحل الحياة التى يمر بها الانسان , وأيضآ انتصرا على الشيطان وكل فكره ,وجميع مشورات الشيطان ردها ورفضها كأنسان وهو الله فى نفس الوقت بدون أى أنفصال أو تغير.
وهكذا ظهر نموذج بشرى كامل طاهر لا يتسلط عليه الشيطان لا تغلبه الخطية أو الشهوات . فكره منتهى النقاوة والطهر حسب ارادة الله فى كل شيئ وحسب مسرة قلبه .
وعندما فشل الشيطان معه تمامآ فى غوايته ولم يستطيع الشيطان أن يقدم له اى فكر ويقبله أو اى خداع قدم له الشيطان كل حيله وجميع أعماله وفشل تمامآ فى غواية بل يأس منه الشيطان .
حيث وجده الشيطان أنسان لم يجد له مثيل منذ أدم..,, فأدم __والشيطان يعلم أنه كان فى صورة عظيمة من القوة وحرية الارادة__ استطاع أن يغلبه ويخدعه ويغويه .ولكن هذا الانسان العجيب فشلت جميع محاولات الشيطان معه ولم يستطيع غلبه ولو حتى فى فكرة صغيرة شريرة .فلم يجد الشيطان أمامه سواء أخر سلاح كان واثق من مغعوله الا وهو الموت.
فهيج الرؤساء والكهنة عليه لكى يقتلوه ,وفعلآ حكموا عليه بالموت على الصليب .وكان الشيطان ينتظر هذه اللحظة لكى يقبض على روحه ويملك عليه حيث أن كل البشر كانوا تحت سلطان الشيطان ..
.وحدثت المفاجاة العظمى أذا اقبل عليه الشيطان عند مفارقة روحه من جسده وهى لم تفارق لاهوته وأيضآ لاهوته لم يفارق جسده .فقبض عليه الله .
وقيده والغى سلطانه على الانسان اذ صار هو الانسان الوحيد منذ سقوط ادم الذى يرفض مشورة الشيطان كل أيام حياة ,ولانه الحياة قام مرة اخرى من الموت بنفس الجسد الذى ماتا به .
وهكذا ألغى الموت من الانسان بقيامته بطبيعة الانسان من الموت .وصار هو النموذج البشرى الجديد الذى يجب أن يصبح جميع البشر مثله ,ومن لم يصبح مثله سوف يظل فى الموت والفساد الى الابد.
| |
|