يوحنا النقيوسي.
__________
كان اسقفا مصريا لابرشية نقيوس ( ابشاتي بالمنوفية) في النصف الثاني من القرن السابع وقت دخول العرب مصر وكان مفتشا للاديرة ومديرا لها وكان البابا سيمون بسبب ثقته فيه مفوضا له تدبير امر الرهبان في جهة تسمي وادي هبيب.
وكان كثير الاطلاع علي صحف الاقدمين حاصلا علي قسم موفور من المعارف الدينية والادبية والتاريخية ومن اهم ما كتبه الكتاب الذي وضعه في تاريخ مصر باللغة القبطية ويعد من افضل كتب التاريخ نظرا لاحتوائه الاف الحوادث التي حدثت وقت دخول العرب مصر . ومنها ما حدث في ايامه وعلي مرأي منه. وقد وجد ما دونه به مطبقا لاوثق ما كتبه كبار المؤرخين عن تاريخ مصر القديم. وقد ترجم هذا المؤلف النفيس من القبطية الي اليونانية فالعربية فالحبشية ولكن لم تبقي من تراجمه سوي النسخة الحبشية التي نقلها الي العربية الشماس غبريال المصري الراهب وكان قائدا للجيش الحبشي منذ 300 سنة واهتم الدكتور زوتنبرج بنشر هذا التاريخ باللغتين الفرنسية والحبشية معا.
وحدث ان راهب ارتكب ذنب فظيع فأدبه الانبا يوحنا وقسي عليه فمات هذا الراهب بعد عشرة ايام من تأديبه فلما علم الاساقفة بهذا الامر عقدوا مجمعا عطلوا فيه الانبا يوحنا عن الخدمة الدينية لمدة معينة فدعا عليهم الانبا يوحنا بالتغرب عن كراسيهم بمقدار زمن عطلته وفعلا حدث لهم هذا بطلب الوالي اياهم الي الثغر بسبب شكوي رفعت اليه من بعض النصاري الشهوانيين ومكثوا في الثغر زمانا. وكان هذا المجمع الذي عقدوه هؤلاء الاساقفة للانبا يوحنا اول مجمع عقد في مصر لمحاكمة اسقف لم يكن للبطريرك دخل فيه.
اما عن سبب ارسال الوالي في طلب هؤلاء الاساقفة هو انه قوما من النصاري الشهوانيين انتحلوا طريقة للزواج فتركوا زوجاتهم واتخذوا نساء بخلافهن نظير باقي الامم فقاومهم الاساقفة اشد مقاومة وأمروهم ان يتركوا النساء ويعودوا الي زوجاتهم لان الطلاق محرم في النصرانية بغير علة موجبة ولما لم يذعنوا لذلك فصلوهم من الكنيسة وحرموهم فاتقدوا بنيران الغضب فذهبوا وشكوا الاساقفة الي الملك (عبد الله بن عبد الملك) وادعوا عليهم انهم امروهم بترك نسائهم واباحوا لهم بالزني فغضب الملك من هذا الامر وامر ان يجتمع الاساقفة في الثغر فاجتمعوا وبعد مفاوضات طويلة في امر الزواج حكموا ضد اولئك القوم وقطعوهم من الكنيسة ما لم يتركوا النساء الغريبات
_________________________________________
لقد عرفت ان الكتاب الذي كتبه يوحنا النقيوسي عن تاريخ الكنيسة قام بترجمته من الفرنسية الي العربية الاستاذ كامل صالح نخلة واصدره عام 1948م .
هل لديكم معلومات اخري عن هذا الكتاب؟