من تاريخ دير الانبا شنوده بسوهاج.

من تاريخ دير الانبا شنوده بسوهاج.
___________________________________________
شهدت سيرة البيعة في بطريركية انبا خائيل وهو السادس والاربعين في العدد
ان القاسم ابن عبيد الله والي مصر كان جاهلا كثير الظلم وكان قد ااستعمل مراكب كبار
عمد فيهم سراريه وكان يتوجه بهم الي كل الاعمال فبلغ بهم الي اسوان في جيوشه
وعساكره وانه لما كان في بعض اسفاره وصل الي هذا الدير وصحبته سرية واحدة من سراريه
كان محبا لها جدا وكل منهما راكب فرس وكان في هذا الدير راهب شيخ مقدم الرهبان
فخرجوا الرهبان للقائه فوصلوه الي الدير هو والسرية التي معه فدخلا من الباب الاول والثاني
المحيط بالبيعة والي باب المدخل الي البيعة ركاب . وبديا ان يدخلا الي البيعة فصرخ هذا الشيخ رئيس الدير وقال له انزل ايها الامير ولا تدخل الي بيت الله بهذا الكبرياء وبخاصة معك هذه الامرأة لانه ما دخل من باب هذه البيعة امرأة منذ قط ابدا وأخشي علي هذه الامرأة ان تدخل
الي هذه البيعة فلم يلتفت الامير الي كلامه بل دخل راكبا هو والجارية والجند الذين معه فلما
توسط البيعة نفر الفرس به فوقع علي الارض فمن وقعته نفر الفرس الذي تحت الجارية
فعند ذلك سقطت علي الارض وماتت لوقتها ومات الفرس الذي تحتها وأما القاسم الوالي المذكور
فنزل عليه روح شيطان نجس فخبطه حتي ازبد وصرت اسنانه كالخنزير البري ولما افاق
واهتدي قليلا عرف سوء ما فعله وندم علي تجاسره ولكونه ما قبل من الشيخ الرئيس
وقال له انا اليوم اخطئت لكوني ما قبلت منك ما قلته لي من النصيحة والان فقد ظهر لي من سر هذا المكان ما لا اشك فيه وأريد منك ايها الشيخ ان تقبل هذه النفقة وتدعي لي ان يغفر
الله لي ولا يقابلني بما استحق من المقابلة لكوني تجاسرت علي بيت الله ودخلت راكبا انا ومن معي فلاطفه الشيخ الراهب ولم يريد ان يقبل منه شي فحلفه ولزمه وتواضع فناوله اربعمائه دينار
وقال له انا استغفر الله اليك ايها الشيخ ان يستغفر الله لي عن هذه الزالة التي بدرت مني. وكان في البيعة تابوت خشب ساسم مطعم بالعاج فيه ثلاث طبقات كان القديس ابو شنوده عمله برسم الكتب
وكان يرسم ما يحصل من النذور . فالتمس شيخ كان معه اسمه الريان كان والي مصر قبل القاسم
وكان صاحبه. فطلب ان ياخذ التابوت فذكر له انه حبس ولا سبيل الي اخراجه. فلم يقبل معما ذكر له من الاعجوبة العظيمة . وتقدم الي جماعة من الرجال ان يخرجوه من البيعة فلم يقدروا علي ذلك فلما شاهد هذه الاعجوبة الاخري استغفر الله تعالي ودفع من ماله ثلثمائة دينار وتوجهوا وقد نالهم رعب ومشقة ولم يزل الروح النجس موكلا بالقاسم يعذبه في كل وقت الي حين مات.
________________________________
تاريخ الكنائس والاديره لأبي المكارم.
ملحوظة: توجد بعض الالفاظ الصعبة او الغريبة ولكني قد نقلت القصة باللفظ بحسب
ما كتبه ابي المكارم.