الاختلاء الروحى

الاختلاء الروحى <hr style="COLOR: #ff9900" SIZE=1>

الأختـــــــلاء الروحــــــــــي <



علم نفسك الأختلاء الروحي والأنفراد الباطني

أختل بنفسك أحيانا ولو ساعة في كل يوم لأن الأختلاء مرشد الي الفضيلة

ومهذب للأخلاق وباعث لحرارة الأيمان وهو ينير النفس ويرقي بالعقل

ويظهر لنا حقيقة انفسنا ويوقفنا عن خداع العالم وغروره

فحين تشاهد ذاتك في سكون وأطمئنان وأمان وقت خلوتك بعيدآ

عن ضجيج العالم واضطرابه

تمثل أمام عينيك الأبدية التي لا قرار لها

فتنقاد الي انسحاق القلب وخشوعه في هدوء وصمت وسكون

وترتب أمورك الروحية وتذكر حالك وتتعلم الأهتمام بالأمور المستقبلة

ان الأختلاء الروحي مدرسة للفضيلة والتعاليم السماوية

وهو سلم نوراني سريع الايصال الي الله

ما أجمل هذا الأختلاء سيما اذا كان في برية أو خلوة

بعيدآ عن غوغاء العالم وضجيجه

أن أصوات الطبول والأبواق تحول دون التمتع بأنغام القيثارة الشجية

ذات الصوت البديع

كذلك يستحيل ان تسمع صوت الله وأنت محاط بضجة العالم

وتشتت العقل وخداع الحواس

ولكنك ان كنت منفردآ وحدك يخاطبك الله في الداخل وينفذ اليك صوته العذب

فيدخل قلبك ويشغف فؤادك حبآ

هناك في الأختلاء تتعلم في مدرسة سامية حسن التأمل وجمال الصلاة

وتشعر بسلوان الله وتعزياته التي لا يعرفها هذا العالم

هناك تراجع النفس أعمالها وتتذكر أهمالها وتجد سلامها

فما أبهي ذلك الضياء الذي يشرق علي عقلك

وما أرفع وأسمي ذلك اللهيب السماوي الذي يشعل في قلبك

كف أذن نظرك عن العالم وجرد قلبك عن حب الخليقة

ووجه كل عواطفك الي الله واشغلها بحبه ومناجاته تر سلام الله مقبلآ اليك

أختلي ايليا في البرية مع الله وانفرد موسي علي الجبل حتي استلم

الشريعة الالهية في جبل سيناء

ويوحنا المعمدان كان في البرية

ويسوع مخلصنا كان ينفرد في البراري والجبال ويصلي هناك

حين تختلي بنفسك وتشعر بتلك العذوبة الالهية تستنير بالنور الالهي

حينئذ تري لذات العالم مرارة والسعادة الارضية أضغاث أحلام

والخليقة كلها شيئآ تافهآ اذا وازنته بذلك المجد الذي لا يوصف

ثم تعرف ان كل ما في الحياة غرور وخداع ووهم

ان ضجيج العالم والاهتمام به يكونان علي القلب غيومآ كثيفة تمنع

الاشراقات الالهية وتحجب ذلك النور المتألق . اما الزهد الممتلئ بالنعمة

فيجلب للنفس نورآ متألقآ فتري وتعاين مجد الله الباهر

طوبي للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله ( مت 5 : 8 )

طوبي لتلك الأعين التي تغض الحاظها عن العالم لتشاهد وتتمتع بذلك النور

الألهي المشرق في قلوب القدسين

موضوع جميل جدا ربنا يباركك