يبحث هذا العلم في الله تعالى, وجوهره وطبيعته وصفاته الذاتيه والنسبيه وعنايته, ويبحث في الإنسان وحقيقته وجوهره المادي والروحي وفي حريته وارادته, وخلود النفس ومصيرها بعد الموت, كذلك في العلاقه بين الله والأنسان, كالديانه والوحي وأعمال الله وتدبيراته الخاصه بالأنسان وسر الخلاص ونظريه الفداء واشتراك الأقانيم الثلاثه في سر التجسد الإلهي, والثمار الخلاصيه, وبركات الفداء, ومواهب الروح القدس, ويبحث في الملائكه الأطهار والأشرار.
ولما كانت هذه الحقائق-التي يتخذ منها علم الاهوت العقيدي موضوعا لبحثه-مبعثره في الوحي الإلهي. فإن من واجبات الاهوتي أو عالم الاهوت, أن يجمع هذه الحقائق وينظمها, ويبين نسبه بعضها إلى بعض, أو ما بينها من إتفاق عام.
ولذلك يمكن تقسيم علم الاهوت العقيدي الى 4 أقسام
القسم الأول: ويسمى ثيولوجيا theologia
أو البحث في الله تبارك أسمه, ويدخل في صفاته تعالى الذاتيه والسببيه, أو البحث جوهر الله وطبيعته, وتوحيد ذاته وتثليث أقانيمه وعمل كل أقنوم من الأقانيم وخواصه وصفاته ولاهوتيته, ثم يبحث عن الملائكه.
القسم الثاني: ويسمى أنثربولوجيا anthropologia
أي علم الأنسان ويشمل البحث في النفس الإنسانيه و إثبات وجودها, وحريتها, وخلودها داخل الأنسان والقضاء والقدر, أي مدى توافق إراده الله بمصير الأنسان.
القسم الثالث: ويسمى السوتيريولوجيا soteriology
أي علم الخلاص وهو يبحث في سر الفداء, ونظريه التجسد الإلهي ويبحث تبعاً لذلك في لاهوت السيد المسيح بوصفه الفادي والمخلص و أقنومه وطبيعته الواحده. وبركات الخلاص والخلاص كما يبحث في الروح القدس و أعماله ومواهبه ومنها أسرار الكنيسه السبعه, فضلا عن سائر العطايا والمواهب الأخرى في الكنيسه.
القسم الرابع: ويسمى الأسخاتولوجيا eschatologia
ومعناه علم الآخره وهو يبحث في مصير الأنسان بعد الموت وفي الدينونه والجزاء في الآخره و في سعاده الأبرار وشقاء الأشرار, ومجد الأبديه و عذاب الجحيم وطبيعه الأجساد, وطبيعه الملكوت ونار جهنم ثم يبحث أيضا في قيامه الأجساد للدينونه, ومجىء المسيح الثاني وعلامات هذا المجيء.
ئعريف علم الاهوت العقيدي: dogmatic theology
†تعريف الأسم وهو يتكون من مقطعين
الأول: دوجماتيك --dogmatic ومعناها عقيدي.
الثاني:ثيؤلوجي --theology و أيضاً يتكون من مقطعين
ثيؤ-theo-ومعناها الله ، لوجي-logy- ومعناها علم.أي العلم الذي يتكلم عن الله أو المختص بالله.
وكلمه دوجما يونانيه وكانت تعني عند القدماء الحكم الرسمي مثل(قرار-ابداء رأي-فتوى-قضاء-تعبير عن افكار) ويكون له سلكان ملزم سواء في مجال العلم او الفلسفه أو في مجال خدمه الدوله.
وفي الترجمه السبعينيه استعملت كلمه دوجما dogma لتشير إلى:-
1-الأوامر الملكيه:
كما يبدو في الآيه الآتيه من العهد القديم:
"لأجل ذلك غضب الملك واغتاظ جدا وأمر بأباده كل حكماء بابل فخرج الأمر(دوجما) وكان الحكماء يقتلون".
2-الشريعه:
كما في الأيه التاليه من العهد القديم:
"فثبت الآن النهي أيها الملك و أمضى الكتابه, لكي لا تتغير كشريعه(دوجما) مادي وفارس التي لا تنسخ لأجل هذا أمضى داريوس الكتابه والهنى".
3-في العهد الجديد
أستحدمت هذه الكلمه لتعبر عن
† أوامر: كما أستخدمها القديس لوقا البشير "في تلك الأيام صدر أمر(دوجما) من أغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونه"
† أحكام: وفي سفر الأعمال"وهؤولاء كلهم يعملون ضد أحكام قيصر (دوجما) قائلين أنه يوجد ملك آخر يسوع"
† التزامات أو فرائض الناموس: في رسائل بولس الرسول استعملت لتدل على التزمات الناموس "ناموس الوصايا في فرائض"
و أيضا في "فإذا كأنكم عائشون في العالم تفرض عليكم فرئض"
وقد أستخدم هذه الكلمه آباء كثيرون مثل الشهيد يوستين, و إيجانتيوس, وبارناباس, وإكليمنضس السكندري, والعلامه أورجينوس, وكيرلس الأورشليمي, ويوحنا ذهبي الفم, وأغريغوريوس النيسي, وباسيليوس الكبير, وثيؤدوريتوس