المحبة
تتأنى
]فى بداية العام الدراسى الجديد دخل الأستاذ لطفى أستاذ مادة الرياضيات إلى الفصل وبدأ حديثة قائلاً:-
- صباح الخير يا أولاد.
- أجاب التلاميذ: صباح النور يا أستاذ.
- الأستاذ: النهاردة مراجعة عامة على بعض الدروس التى درستوها العام الماضى. أنا سوف أكتب على السبورة بعض المسائل، وتكتبوها فى كراسة الواجب وأشوفها بكرة محلولة.
- التلاميذ: حاضر يا أستاذ.
فى صباح اليوم التالى دخل أستاذ لطفى الفصل وسأل عن الواجب قائلاً:
- إللى عمل الواجب يرفع إيده اليمين.
- رفع جميع التلاميذ إيدهم اليمين ما عدا واحداً فرفع يده الشمال.
- إغتاظ المدرس وقال: إنت يا ولد ما سمعتش أنا قلت إيه، وكمان مش عارف إيدك اليمين من إيدك الشمال.
كان ماجد ينظر لأستاذه نظرات الألام والحزن، لم ينطق بكلمة واحدة، لكن تعبيرات وجه البرىء كانت تكفى، وبدأت دموعه تنهمر وسط سكون باقى التلاميذ وصمت يترقب ما سيحدث لزميلهم.
أخذ الأستاذ لطفى يقترب من ماجد خطوة خطوة ببطء، وفجاءه يرفع يده ويصفع ماجد على خده وهو يعنفه أشد تعنيف. نظر الأستاذ إلى يده اليمنى. لكن مع الآسف وجد أن ماجد طفل معوق قطعت يده فى حادث وهو ما يزال طفلاً صغيراً.
لم يجد الأستاذ لطفى كلمات ليعبر بها عن أسفه لماجد
وعن سوء فهمه لتصرفه،
لكن بماذا يفيد الأسف بعد جرحه لهذا الطفل المسكين دون ذنب إرتكبه؟
لمجرد أنه ثار فى لحظة غضب
ولم ينتظر ليتحقق بنفسه من الأمر
، فأسرع وعاقب ماجد،
لكن بماذا ينفع الندم!
علمنى يا يسوع كيف أصبر بمحبة
فالمحبة تتأنى وترفق