Shakespeare عضو ماسى ( مفيش بعده )
عدد الرسائل : 1265 العمر : 36 العمل/الترفيه : English Young Man تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: الشباب و الحاجات النفسية الأحد مايو 11, 2008 8:14 pm | |
| الشباب والحاجاتالنفسيةأولاً: ما هى الحاجات النفسية؟هى إحتياجات مغروسة فينا، وقد ولدنا بها جميعاً. وهى تختلف عن أىإحتياجات أخرى فى أعماقنا. ولهذا يجدر بنا أن نتعرف على كل إحتياجاتنا، لنعرف موقعالحاجات النفسية داخل كياننا الإنسانى. فالإنسان فيه خمسة أنواع من الإحتياجاتوهى:
1- الحاجات البيولوجيةكالحاجة إلىالطعام والشراب، والتى بدونها لا يستمر النوع الإنسانى. هو بحاجة أيضاً إلى السكنالآمن، والدخل الذى يكفى للغذاء والدواء... هذه كلها تدعى الـ Basic Needs، أىالحاجات الأساسية التى بدونها لا تقوم الحياة. ولذلك دعيت أيضاً The Biological Needs، الحاجات البيولوجية، حيث كلمة "Bio" معناها "الحياة".
2- الحاجات النفسيةوهذه تشبع النفس أكثر من الجسد، وإنكانت لا تنفصل عن الحاجات البيولوجية، لأن الإنسان كله وحدة واحدة، يتأثر كل مكونفيها بالمكونات الأخرى. أنها إحتياجات النفس من حب إلى نجاح، وتقدير، وخصوصية،وإنتماء، وتفرد، ومرجعية... وبدونها لا تستريح نفس الإنسان... وهذه سندرسها بشىء منالتفصيل.
3- الحاجات العقليةوهذه مرتبطةبالذهن البشرى، وحاجته إلى المعرفة والفهم، والحكمة والدراسة والتحليل، والثقافةوالتفكير، وغير ذلك من ممارسات العقل البشرى، الذى يختلف به الإنسان عن الحيوان،فالعقل وزنة من الله، يجب أن يستثمرها الإنسان لمجد الله، ومنفعته الخاصة، ومنفعةأسرته وكنيسته ووطنه...
4- الحاجات الروحيةوهى كامنة فى أعماق الطبيعة البشرية، صوتها هادئ، ولكنها غاية فىالأهمية والخطورة، فهى صوت الروح التى أودعها الله فى أجسادنا، والتى بها نتصلبالألوهة، ونصبو إلى الخلود، وندخل عالم الإيمانيات.. وهى الأساس فى خلاصنا إذ بهاتتجه نحو الله والخلاص والملكوت..
5- الحاجات الإجتماعيةفالإنسان مخلوق إجتماعى لا يحيا بدون "الآخر"... سواء الآخر العائلى (فى محيط الأسرة) أو الآخر الكنسى (فى محيط الكنيسة) أو الآخر الإجتماعى (فى محيطالمجتمع) أو الآخر البشرى (فى محيط الإنسانية جمعاء)... من هنا نجد أن موقع الحاجاتالنفسية، هو فى داخل النفس، وهى الطبقة الثانية فى إحتياجاتنا الإنسانية، فبعد أننعطى الجسد إحتياجاته الأساسية اللازمة لحياتنا، نسمع صوت النفس وإحتياجاتها إلىالأمن والحب والنجاح، ثم نغوص إلى الحاجات العقلية والروحية... وإذ تتكون شخصياتنافى السيد المسيح بصورة جيدة، ندخل إلى علاقات طيبة مع كل من كانحولنا...
ثانياً: أمثلة للحاجاتالنفسيةهناك أمثلةكثيرة للحاجات النفسية نذكر منها:1-
الحاجة إلى الحبفالإنسان مخلوقعاطفى، وفيه وجدان دافئ، يحتاج أن يحب، وأن يكون محبوباً. من هنا يجتهد الإنسان، فىأن يقدم حبه للآخرين، وأن يجد منهم ما يحتاج من عاطفة دافئة ومحبة صادقة. ويستحيلأن تستريح نفس الإنسان، إن كان كارها ومكروهاً.. فهذه حياة لا تطاق، سواء روحياً أونفسياً أو إجتماعياً أو حتى بدنياً.. فالحب دائماً يبنى، والكراهية دائماً تهدم. إن سعادة اللقاء بالأحباء لا يدانيها شئ آخر، وبخاصة حينما تكون محبتنا روحانية (أغابى)، وليست إنسانية قاصرة (فيلى)، وبالقطع ليست شهوانية جسدانية (ايروس). الإنسان المسيحى ينال من الرب طاقة حب جبارة ومقدسة، فيحب الآخرين "من قلب طاهربشدة" (1بط 22:1)، ويكون شعاره "بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً" (غل 13:5).
2- الحاجة إلى الأمنإذ يحتاجالإنسان إلى الإحساس بأنه آمن نفسياً وجسدياً... سواء من جهة مستقبله فى العمل، أوالدراسة أو الزواج... أو فى السكن والمنطقة المجاورة. فالإحساس بالأمن هام، لكىيحصل الإنسان على الراحة النفسية المطلوبة... والحياة المعاصرة، بما فيها من خصخصةغير آمنة، بسبب سهولة الاستغناء عن الموظفين، وهذا له ثمنه النفسى... وكذلك السكنغير الآمن، أو الوجود وسط صراعات وحروب ونزاعات... ولاشك أن الأمن الحقيقى هو منالله، الذى يقول لنا: "آمنوا بالرب إلهكم فتأمنوا" (2أى 20:20)، فهو الذى يحرسنا منكل شر، ويسند حياتنا فى كل موقف، ويعطينا السلام النفسى من جهة المستقبل، واثقين أن "يسوع المسيح هو هو، أمسا واليوم وإلى الأبد" (عب 8:13).
3- الحاجة إلى التقديرفالإنسان لا يستريح لو عوملبدون اهتمام، أو اكتراث ممن حوله... ويسعده أن يكون موضع تقدير من الآخرين... ليسلكى تتضخم ذاته، ولكن لكى يحس أن الله جعل منه عضواً نافعاً، وغصناً مثمراً، لهدوره فى خدمة الجماعة. ولاشك أن تشبيه الكنيسة بالجسد، يوضح لنا أن كلاً منا هو عضوفعّال، له وظيفته فى خدمة الجسد، وليس مجرد زائدة يمكن الاستغناء عنها. والإنسانالحىّ فى الله، لاشك أن الرب سيعطيه وزنات على قدر طاقته، يتاجر بها فى خدمةالآخرين، فيصير موضع تقدير منهم، ويحس أنه عضو فعال ومتفاعل، يفيدويستفيد...
4- الحاجة إلى النجاحفالفشل مرّ، والله "لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبةوالنصح" (2تى 7:1)، والإنسان الفاشل نفسه متعبة وحزينة، أما الناجح فعنده فرح داخلىبسبب عمل الله معه. ولا يظن أحد أنه يمكن أن ينجح بدون الله، إذ مكتوب "إله السماءيعطينا النجاح، ونحن عبيده نقوم ونبنى" (نح 20:2)... فلقد "كان الرب مع يوسف فكانرجلاً ناجحاً" (تك 2:39). النجاح عطية إلهية، ولكنه مرهون بجهد الإنسان، فاللهوالإنسان يعملان معاً.
5- الحاجة إلىالإنتماءإذ لا يستطيع الإنسان أن يحيا وحيداً، لا يحس بالإنتماءإلى جماعة ما. ومن هنا تكون هناك دوائر للإنتماء فى حياة الإنسان مثل: الإنتماءالأسرى إذ يشعر الإنسان بالروابط العائلية، ويعتز بالمحبة المنزلية.. ثم الإنتماءالكنسى إذ يشعر بإرتباطه بالكنيسة الأم، ويعتز بها، فكنيستنا هى كنيسة اللاهوتوالرهبنة والشهداء والكرازة، وكان - ولا يزال - لها دورها فى خدمة المسيحيةالعالمية. ويأتى بعد ذلك الانتماء الوطنى الدائرة الأوسع، فيشعر الانسان ويفخربإنتمائه إلى مصر، صاحبة الحضارة العريقة، حضارة التوحيد والحكمة والفلسفة والفلكوالهندسة والطب.. يأتى بعد ذلك الإنتماء الإنسانى إذ يحس أنه عضو فى الجماعةالبشرية، يتألم مع المظلومين والمسحوقين واللاجئين والمشردين، ومن تقع لهم كوارثمثل الزلازل والسيول والفيضانات والحروب... وهكذا يعيش الإنسان أبعاداً ثرية، ولايحيا حبيساً فى قوقعة الذات الخانقة.
6- الحاجة إلىالتفردأى أن يحس الإنسان بجوهره الخصوصى، وعطايا الله له، والوزناتالتى تفرد بها، لكى يتاجر ويربح، لمنفعته الخاصة، ولمنفعة أسرته وكنيسته ووطنه... فكل إنسان هو عضو، وكل عضو يتفرد بوظيفة خاصة، وقليلاً ما يتكرر العضو فى الجسدالإنسانى، كالرئتين والكليتين.. ولكن هناك مخ واحد، وقلب واحد، وكبد واحد، وبنكرياسواحد... وكل عضو له عمله ووظيفته وخصوصيته، التى لا يشاركه فيها عضو آخر. وينبغىعلى القادة (سواء فى مجال الأسرة أو الكنيسة أو الوطن) إتاحة المناخ والفرصة ليعبركل شخص عما فيه من مواهب وعطايا ووزنات، يخدم بها الآخرين. فالإبداع والإبتكاريستحيلان فى المجتمع الشمولى، الذى يحبط الفرد، ويجعله مجرد ترس فى ماكينة ضخمة،كما كانت تفعل الشيوعية... إذ كانت لا تقبل الإبداع الفردى، وهكذا انهارت... لأنالكل هو مجموع الأفراد والأجزاء، فإذا ما خبا نور الجزء، انطفأ الكل!!
7- الحاجة إلى المرجعيةلأن التفرد هام، ولكن لهخطورته، إذا ما تجاهل حاجته إلى المرجعية. بمعنى أن الإنسان الحكيم، حتى ولو كانموهوباً ومبدعاً، إلا أنه فى حاجة إلى مرجع، يرجع إليه فى أعماله ونشاطاته، وإلاإنحرف وانحسر!! وربما أضاع الآخرين وراءه!! وهنا نتذكر الهراطقة والمبتدعين،الذين كانت لهم مواهبهم الفذة وقدراتهم الشخصية والفكرية، ولكن لأنهم تكبروا ووثقوافى أنفسهم، خلواً من المرجعية الجماعية، سقطوا وكان سقوطهم عظيما. ولنا فى الرسولبولس المثال الذى يجب أن نحتذى به، حيث أنه - وهو الرسول الجبار والكارز العملاق،ذهب إلى أعمدة الرسل، بوحى من الله، لكى "يعرض عليهم إنجيله" قائلاً: "لئلا أكونأسعى أو قد سعيت باطلاً" (غل 2:2). هل كان بولس يشك فى تعليمه وإنجيله؟ قطعا لا!! لكنه جاء بإعلان، لكى يأخذ يمين الشركة من الآباء الرسل، ويراجع ما يقول على مايقولون. وإذ اطمأن الجميع "أعطوه وبرنابا يمين الشركة" (غل 9:2)، وذلك حين علموابالنعمة المعطاة له... وطلبوا منه أن يذكر الفقراء، وهذا ما كان يفعله فعلاً (غل 10:2). أنموذج رائع، ليتنا نتمسك به، حتى لا ننحرف أو ننقسم إلى شيع ومذاهب،فلو كان الكل يتمسك بالمرجعية، لما انقسمت كنيسة المسيح بهذا الشكلالمؤسف.
| |
|