Admin Admin
عدد الرسائل : 1539 العمر : 36 الموقع : اسيوط العمل/الترفيه : طالب بكلية التربيه تاريخ التسجيل : 16/12/2007
| موضوع: بين الصمت والكلام السبت مايو 03, 2008 9:08 pm | |
| بين الصمت والكلام بقلم قداسة البابا شنوده الثالث إنه سؤال يبدو أحياناً محيّراً، وهو:أيهما أفضل الصمت أم الكلام؟فبعض الحكماء رأوا أن الصمت أفضل، إذ أنه ينجي من أخطاء اللسان وهى كثيرة. لذلك قال داود النبي في المزمور: "ضع يارب حافظاً لفمي، باباً حصيناً لشفتيّ ". وقال القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك "كثيراً ما تكلمت فندمت. أما عن سكوتي، فما ندمت قط .."والشخص الصامت هو إنسان رزين، يشتهي الناس كلمة من فمه. وهو طبعاً ضد الجاهل الذي قيل عنه "سكت دهراً، ونطق كفراً".ولكن عموماً فإن الصامت يعطي نفسه فرصة في أن يزن الكلام قبل أن يقول، وأن ينتقي الألفاظ قبل أن ينطق بها…ونحن حينما (الشخص الصامت) لا نقصد الصمت المطلق طبعاً، فذلك يسمي بالأبكم. وإنما نقصد قليل الكلام…***السبب الأول لفضيلة الصمت هو البعد عن أخطاء اللسان والسبب الثاني-للنساك-هو فرصة للتأمل والصلاةولذلك عندما سألوا القديس أرسانيوس لماذا يصمت كثيراً ؟ أجابهم : "لا أستطيع أن أتكلم مع الله والناس في نفس الوقت".وفي هذا قال أيضاً أحد الآباء النساك: "الشخص الكثير الكلام، يدل على أنه فارغ من الداخل" أي فارغ من التأمل والصلاة والعمل الروحي.أما بالنسبة إلى أهل العالم، فالصمت يساعد على مزيد من التفكير، وبالتالي: الحكمة في التدبير.والإنسان الحكيم-إذا سُئل سؤالاً-كثيراً ما يصمت قليلاً، ثم يجيب بذكاء وعمق، إجابة غير سطحية…وأيضاً بالنسبة إلى الحكماء، يضعون أمامهم قاعدة هامة وهى "الاستماع أفضل من التكلم" أو على الأقل: الاستماع العميق قبل التكلم. ففي ذلك يستوعبون الكلام جيداً ويفهمونه تماماً، قبل أن يجيبوا عليه…*** ومن الطريف مما قيل عن الصمت والكلام:قيل إن الله-في خلق الإنسان- وهبه أذنين ولساناً واحداً. وجعل الأذنين مفتوحتين. أما اللسان فجعله في فم مغلق بالشفتين، وحول اللسان أسوار من الأسنان…كل ذلك لكي يستمع الإنسان أكثر مما يتكلموقيل أيضاً من باب طرافة الحديث: إن الأذنين كل منهما في اتجاه: الوحدة منهم إلى اليمين، والأخرى إلى اليسار. لكي من الناحية الرمزية: يستمع الإنسان إلى الرأي، وإلى الرأي الآخر. وبين الأذنين توجد الرأس ترمز إلى العقل والفكر، للحكم بين الرأي والرأي الآخر.***أخطاء الكلامما اكثر الأخطاء التي تصدر عن الناس في كلامهم. وكلها نابعة من حالة القلب. وليس الجميع يقعون في جميعها. إنما البعض قد يقع في بعض أخطاء اللسان، والبعض في أخطاء أخرى: · من ضمنها طريقة الكلام: كما في الصوت العالي الصاخب، وفي الصوت الحاد، والصوت السريع في نطقه. كلها حول عدم هدوء الصوت. · ومنها كثرة الكلام. وغالباً ما يكون بغير ضابط. وعن هذا قال سليمان الحكيم "كثرة الكلام لا تخلو من معصية"… · وفي كثرة الكلام، غالباً ما يقع الإنسان في خطأ عام وهو: عدم الدقة في اختيار الألفاظ. ومن أمثلتها التعميم، كاستخدام كلمة (كل) أو كلمة (جميع). وغالباً ما يكون استخداماً خاطئاً غير دقيق…***ومن أخطاء الكلام الجدل الخاطئ الذي لا يخرج بنتيجةجدل لمجرد الجدل. أو ما يسميه العامة (المقاوحة)، وهذه قد يعلو في الصوت من الطرفين. ويبدو الأمر كما لو كان شجاراً! · ومن أخطاء الكلام أيضاً، تدخل الإنسان في ما لا يعنيه، في أي أمر لا يخصه، ولم يدعُه أحد للحديث فيه · ومن أخطاء اللسان أيضاً، الكذب. وهذا يجعل المتكلم ثقة الآخرين في كل ما يقول. وبخاصة لأن الكذب سريعاً ما يُكتشف… ويدخل في نطاق الكذب شهادة الزوروربما يريد الكاذب أن يغطي نفسه بالقسم (الحلفان)، فيزداد كذبه إثما.. ويدخل في نطاق الكذب أيضاً، كل أنواع الخداع والتضليل. ويدخل فيه أيضاً عنصر المبالغة***وهناك أنواع من أخطاء اللسان تتعلق بالعلاقات مع الناس:منها مسك سيرة الناس، وغالباً ما تكون لونا من التشهير بهم، والكلام عنهم بالسوء، والحديث عن أخطائهم · من أخطاء الكلام أيضاً التهكم على الناس، والاستهزاء بهم وجرح شعورهم، وبخاصة من لا يستطيعون الرد على الاستهزاء · كذلك ألفاظ التهديد، وألوان من عبارات الإغاظة والإهانة والإثارة والإساءة، والألفاظ الجارحة · كل كلمات السب واللعن والشتيمة، وما أشبه… · ومن الناحية ألفاظ التملق والرياء والنفاق، لمحاولة كسب رضا الكبار والرؤساء بهذا الطريق الخاطئهناك أخطاء أخرى في الكلام، تمس الله تبارك اسمه !! مثل النطق باسم الله باطلاً، في غير خشوع، والشهادة باسمه الكريم في أمور تافهة، أو بعض عبارات التهديد · الحلفان باسم الله في أمور خاطئة أو كاذبة · عبارات التذمر ضد الله، حينما تصيب الشخص ضائقة صعبة، أو مرض من الأمراض، أو فشل في حياته · عبارات الكفر أو التجديف على الله · كل أنواع البدعة في الدين، أو التعليم بضلالة دينية، ضد كلام الله ووصاياه***هناك أخطاء أخرى متنوعة للسانمنها عبارات ضد الأخلاق الكريمة، مثل كلمات المجون والهزء، والنكات البذئية، والقصص الماجنة، وكذلك ما يمس النقاوة والطهارة من قصص وأمثال وأفاقٍ · أيضاً ما يتلفظ به الإنسان من كلمات الافتخار الباطل، ومدح النفس، وتمجيد الذات في مقارنتها بالآخرين · ومن أخطاء اللسان أيضاً الثرثرة وإضاعة الوقت في كلام تافه لا يفيد أحداً، والردّ على عبارة واحدة بحديث طويل يجلب الملل والضيق… · من أخطاء الكلام أيضاً، أنواع الألفاظ غير اللائقة***لكل ما سبق فضّل الحكماء الصمت على الكلامولكن يبقي بعد كل هذا سؤال هام نود مناقشته، وهو:هل الصمت باستمرار فضيلة؟ وهل الكلام لا فضيلة فيه؟كلا، بل الحقيقة واضحة –كما قال أحد الآباء –وهى:الكلام من اجل الله جيد، والصمت من أجل الله جيد فلا نصمت حين يجب الكلام. ولا نتكلم حين يحسن الصمت أحياناً ندان على كلام خاطئ. وأحياناً ندان على صمتنا…والمسألة تحتاج إلى حكمة وتمييز، لنعرف متى نتكلم؟ ومتى نصمت؟لاشك أن هناك كلاماً نافعاً ومفيداً، حين نتكلم بالصالحات. والصمت حالة سلبية، بينما الكلام حالة إيجابيةوإنما يدرب الناس أنفسهم علة الصمت – كحالة وقائية من أخطاء اللسان – حتى يتدربوا على الكلام النافع منقووووووووول | |
|