<H2 dir=rtl style="TEXT-ALIGN: justify">التعييد هو التمسك بالإيمان مع الأعمال
وإذ هذا التأمل والتدرب في حياة الصلاح، كلاهما من عمل القديسين في كل الأزمنة، لذلك فهما ضروريان لنا في وقتنا الحاضر، عندما ترغب الكلمة الإلهية أن تكون محفوظين مع القديسين بسلوكنا على منوالهم.
فما هو العيد إلا التعبد لله، والاعتراف بالتقوى، والصلاة الدائمة من كل القلب…؟!
هكذا إذ يرغب بولس في أن نكون على هذا الحال على الدوام، يوصينا قائلاً "افرحوا كل حين. صلوا بلا انقطاع. اشكروا في كل شيء"(1). لا على انفراد بل جميعنا نعيد معًا في وحدة… إذ يوصينا النبي قائلاً "هل نرنم للرب نهتف لصخرة إلهنا" (مز 1:95).
ومن هو هذا المهمل العاصي للصوت الإلهي، فلا يترك كل شيء ويجري إلى اجتماع العيد العام؟! هذا الذي لا يحفظ في مكان واحد، بل "في كل الأرض خرج منطقهم وإلى أقطار المسكونة بلغت أقوالهم" (مز 4:19). ولا تقدم الذبيحة في مكان واحد بل في كل الأمم (راجع مل 11:1)…
هكذا تصعد التسابيح والصلوات بصورة متشابهة، مرتفعة ومن كل مكان إلى الآب الصالح واهب النعم. فالكنيسة الجامعة التي هي في كل مكان تقدم نفس العبادة لله ببهجة وسرور، مرسلة أغنية التسبيح قائلين "آمين".
حقًا كيف يحرم من التطويب، ذاك الذي لا ينشغل بالصلاة يا إخوتي؟!…
لنفرح بالعيد وسط مضايقات جماعة أوسابيوس
ما دام الأمر هكذا، فليتنا نقدم أصواتًا مفرحة مع القديسين، ولا يفشل أحد عن تقديم واجبه من جهة هذه الأمور، حاسبًا كأنها لا شيء تلك الآلام والتجارب التي تحل بنا خاصة في هذه الأيام عن طريق جماعة أوسابيوس.
أنهم يرغبون في أن يلحقوا بنا الضرر، ويقذفوا بنا إلى الموت بأتهاماتهم، وذلك بسبب صلاح الله معيننا!
لكننا كخدام مؤمنين بالله، نعرف أنه منقذنا في وقت الضيق. فقد وعدنا ربنا مقدمًا قائلاً "طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات.
نعود مرة أخرى فنقول أنها كلمات المخلص تعلن بأن الأحزان لا تحل على جميع الناس في هذا بل (خاصة) على القديسين الذين يخافونه. لهذا فإنه قدر ما يكتنفنا الأعداء نتحرر وبالرغم من تعييرهم لنا لاجتماعنا معًا فأنهم إذ يريدون أن يخرجوننا من حياة التقوى، إلا أننا نجسر فنبشر قائلين "هذا كله جاء علينا ولا نسيناك"(1)….
بموته أبطل سلطان الموت
لقد أراد رب الموت أن يبطل الموت، وبكونه هو "الرب" لهذا فأن ما قد أراده حققه لأجلنا نحن جميعًا إذ عبرنا من الموت إلى الحياة.
أما توهمات اليهود ومن على أمثالهم (الأريوسيين) فهي أوهام باطلة، لذلك جاءت النتيجة على خلاف ما توقعوا، بل جاءت النتيجة ضدهم، لأن "الساكن في السموات يضحك الرب يستهزء بهم"(2).
عندما أقتيد الرب إلى الموت ضد النسوة اللواتي كن يتبعن إياه باكيات، قائلاً "لا تبكين علي" بمعنى أن حادث موت الرب ليس للحزن بل للفرح، لأن الذي يموت عنا هو حي (قادر أن يقوم)، إذ هو ليس مخلوق من عدم، بل مولود من الآب.
إن موته بحق موضوع فرح، إذ نرى علامات النصرة ضد الموت، ونرى عدم فسادنا خلال جسد الرب. لأنه إذ قام ممجدًا، فأنه من الواضح أنه سيقيمنا جميعًا. وإذ بقى جسده بغير فساد، فأننا لا نشك في أننا سننال عدم الفساد!
لأنه كما يقول بولس(3) –وقوله حق- أنه كما بإنسان واحد أخطأ جميع الناس، هكذا بقيامة ربنا يسوع المسيح سنقوم جميعنا.
يقول (الرسول) "لأن هذا الفاسد لا بد أن يلبس عدم فساد. وهذا المائت يلبس عدم موت(4)…..
</H2>