<H3 dir=rtl style="TEXT-ALIGN: justify">أناس رفضوا النعمة
ولكن لم يكن هكذا التسعة البرص الذين شفوا، لأنهم لم يشكروا الرب الذي طهرهم.
ولا يهوذا الذي حصل على الرسولية ودعي بتلميذ الرب، ولكن أخيرًا بينما كان يأكل مع المخلص رفع عقبه ضده، وصار خائنًا.
(1) (6)لو24
أمثال هؤلاء ينالون جزاءهم عن غباوتهم، حيث أن رجاءهم يصير باطلاً لعدم اعترافنا بالجميل، فإن النار الأخيرة المعدة للشيطان وجنوده تنتظر أولئك الذين أهملوا النور الإلهي. هكذا تكون نهاية الإنسان غير الشاكر.
اشكروا الله في كل شيء.
لكن خدام الله الأمناء الحقيقيين، لا يكفوا عن تمجيد الله، إذ يعرفون أنه يحب الشاكرين. وهم يقدمون له الشكر في وقت الضيق كما في الفرح يقدمون التسبيح لله بشكر غير مبالين بهذه الأمور الزمنية، بل متعبدين لله إله كل الأزمنة.
هكذا منذ القدم كان أيوب الذي وهب أكثر من كل رجال عصره يشكر الله عندما كان في نعيم. ولما حلت به الضيقة أحتملها بصبر، وإذ تألم كان يشكر الله.
وأيضًا داود المتواضع في وقت الحزن يتغنى قائلاً "أبارك الرب في كل حين"(1).
وبولس الطوباوي لم يكف في كل رسائله عن أن يشكر الله ففي وقت الفرح لم يتوقف عن الشكر، وفي وقت الحزن كان يزداد تسبيحه لله عالمًا أن الضيق ينشئ صبرًا، والصبر تزكية والتزكية رجاء، والرجاء لا يخزى(2).
إذن لنقتف آثار هؤلاء الرجال فلا يمر علينا وقت دون أن نشكر الله، خاصة الآن فإذ نحن في شدة بسبب الهراطقة الأريوسيين الذين يضادوننا، نسبح الله وننطق بكلمات القديسين قائلين "هذا كله جاء علينا وما نسيناك"(3).
نعم فإننا حتى وإن كنا نتضايق محزونين فأننا نشكر الله، لأن الرسول الطوباوي الذي يقدم الشكر في كل وقت يحثنا أن نسلك في نفس الطريق على الدوام بقوله "في كل شيء…. مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله"(4).
وإذ يرغب في أن نثبت على هذا الموقف يقول "صلوا بلا انقطاع. اشكروا في كل شيء"(5) لأنه عارف أن المؤمنين يكونون أقوياء طالما هم يشكرون، وأنهم يفرحون هادمين حصون الأعداء (الشياطين) كأولئك القديسين الذين قالوا "لأني بك اقتحمت جيشًا وبإلهي تسورت أسوارًا"(6).
إذًا لنثبت في كل الأوقات، خاصة الآن رغم ما يحيق بنا من أحزان وما يثيره الهراطقة ضدنا.
دعنا إذن أيها الأخوة الأحباء نعيد بشكر ذلك العيد المقدس الذي يقترب منا الآن، ممنطقين أحقاء أذهاننا، متشبهين بمخلصنا يسوع المسيح الذي كتب عنه "ويكون البر منطقة متينة والأمانة منطقة حقوية"(1)
ليمسك كل واحد منا بالجذع الذي من يسى، وليحتذي باستعداد الإنجيل(2).
لنحفظ الرسول –كقول الرسول- "ليس بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر والخبث بل بفطير الإخلاص والمحبة"(3)، واثقين أننا قد اصطلحنا خلال المسيح، غير منفصلين عن الإيمان به، ولا مدنسين أنفسنا مع الهراطقة والغرباء عن الحق، هؤلاء الذين نشهد مناقشاتهم ورادتهم عن خستهم. أما نحن فنفرح في أحزاننا وندخل أتون الحديد ونعبر ذلك البحر الأحمر المرعب دون أن يصيبنا أي أذى.
هكذا أيضًا عندما ننظر إلى ارتباك الهراطقة نغني مع موسى بأغنية المسيح قائلين "أرنم للرب لأنه قد تعظم" خر1:15. فنسبح مرتلين، إذ نرى الخطية التي فينا قد طرحت في البحر، وأما نحن فنعبر إلى البرية.
وإذ نتنقى بصوم الأربعين مع الصلوات والتداريب والأعمال الصالحة نستطيع أن نعبر إلى أورشليم لنأكل الفصح المقدس.
موعد العيد
يبدأ صوم الأربعين في الخامس من شهر Phamenath (أول مارس)، وكما قلت إذ قلت أنه إذ نتنقى ونستعد بواسطة هذه الأيام التي للصوم، نبدأ في الأسبوع المقدس الذي للفصح العظيم في 10 برمودة (5 أبريل)، حيث يلزمنا أن نزيد من صلواتنا زيادة عظيمة، ونزيد من أصوامنا وأسهارنا حتى يمكننا أن ندهن مقدمة منازلنا بالدم الثمين فيهرب المهلك(4).
وفي الخامس عشر من برمودة (10 أبريل) لنستريح، لأنه في ليلة الأحد نسمع رسالة الملائكة "لماذا تطلبون الحي من بين الأموات. إنه قام"(5).
نستقبل بعد ذلك يوم الأحد العظيم – أقصد في السادس عشر من شهر برمودة (11 أبريل) الذي إذ فيه قام ربنا، ووهبنا أن يكون لنا سلام مع اخوتنا.
إذًا لنحفظ العيد حسب مشيئته، ولنصف إلى ذلك اليوم الأول من الأسبوع المقدس السبع أسابيع التي للبنديكست، وإذ في هذا اليوم (عيد العنصرة) تسلمنا نعمة الروح القدس، فلنشكر الرب في كل حال…
قبلوا بعضكم بعضًا بقبلة مقدسة. يسلم عليكم الأخوة الذين معي.
وإنني أصلي من أجلكم أيها الأخوة المحبوبين الذين أشتاق إليهم، أن تكونوا في صحة، راجيًا أن تذكرننا في الرب…</H3>