+عيس بن مريم عليهما السلام في الدين الإسلامي
للمسيح عيسى بن مريم عليه السلام مكانة مميزة في الإسلام فهو روح الله و كلمته ألقاها إلى مريم العذراء ، والإيمان به جزء من عقيدة المسلم لا يكتمل إيمانه حتى يؤمن بهذا النبي العظيم وبرسالته و أنه رسول من عند الله أرسله الله لهداية بني إسرائيل وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وأن الله أيده بمعجزات كثيرة كإحياء الموتى و شفاء المرضى .... ويعتبر إنكار نبوته مناقض لأركان الإيمان عند المسلمين وهو سبب كاف - لمن يفعل ذلك - في أن يستحق حرمانه من الجنة و مكوثه في النار .
ويلتزم المسلمون جميعاً باحترام نبي الله عيسى عليه السلام إذ لا يتحدثون عنه إلا بكل مكرمة و احترام ويتبعون ذكره بالثناء عليه و قولهم : " عليه السلام " ، و لا يرضون لأحد أن يتحدث عنه بأي سوء .
وهذه الروح الطيبة التي يبديها المسلم دائماً نحو عيسى و أمه العذراء عليهما السلام إنما تنبع من منبع إيمانه ألا وهو القرآن الكريم و السنة النبوية .
فالقرآن الكريم يتحدث في آياته كثيراً عن عيسى بن مريم عليهما السلام و أنه نبي الله أرسله لهداية الناس ولتيسير أمورهم ، قال تعالى : ( إِنَّمَا المَسِيحُ عيسى بْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ الله وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاَهَا إِلى مَرْيَمَ وَرُوحُ مِنْهُ ) سورة النساء آية 171 ، وقال تعالى: ( وَآتَيْنَا عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القُدُسِ ) سورة البقرة آية 87 ، وقال تعالى: ( إِذْ قَالَتْ المَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنْ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اْسْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ المُقََرَّبِينْ ) سورة آل عمران آية 45 ،
فالله سبحانه و تعالى عبّر عنه بالبشارة وهو كذلك بالفعل ، فقد كان عليه السلام منقذاً للبشرية وقائداً لهم وهادياً لأتباعه بإذن ربه .
ومن مظاهر اهتمام القرآن بعيسى عليه السلام أن الله ذكره باسمه الصريح في القرآن خمساً وعشرين مرة وفي كل هذه الآيات تحدث القرآن الكريم عن هذا النبي العظيم بكل احترام و تبجيل ودافع عنه وبرأه من كل تهمة يحاول خصومه إلصاقها به ، إذ يقول الله تعالى عنه : ( وَبَرّاً بِوَالِدَتِيْ وَلَمْ يَجْعَلْنِيْ جَبَّاراً شَقِيّاً ) سورة مريم آية 32 .
والمسلمون منذ اكثر 1400 عام يلتزمون بهذا النهج القويم في تكريم عيسى عليه السلام واحترامه كما يحترمون أنبياء الله جميعا بما فيهم نبيهم محمد .