طبعا طهارة اللسان تعنى ان هذا اللسان لا يسقط فى خطايا اللسان وما اكثرها ( الادانة - التهكم على الغير- الكلام الجارح – كلام الاستهزاء – كلام الازدراء – كلام الاحتقار – الكلام القاسى – كلام التشهير – كلام عن الجنس – الكلام المثير – الكلام المملوء بالعيوب من الناحية الاخلاقية ) ما اكثر خطايا اللسان ولذلك كل ما كان الانسان يدقق جدا فى كل كلمة تخرج منه كلما عاش نقاوة اللسان و طهارة اللسان . كلنا عارفين الكلام اللى قاله القديس ارسانيوس معلم اولاد الملوك " كثيرا ماتكلمت فندمت واما عن الصمت فلم اندم قط " ومرة اخى نقرا عن الحكمة " الحكمة عشرة اجزاء تسعة منها الصمت وواحد قلة الكلام " . وهذا يدخلنا ايضا فى آداب الحوار مثلا مجموعة من الافراد يتكلمون عن موضوع معين ونجد شخص يظل يستمع حتى ولو قال الاخرون كلام خاطئ لكن لا يقاطعه لان من ضمن آداب الحوار عدم المقاطعة . بينما نجد شخص آخر لكي يقنع الآخرين برأيه يرفع صوته على الآخرين لكي يثبت وجوده ويثبت سلامة رأيه وممكن ان يتكلم كلام فيه إهانة للآخرين . لذلك آداب المناقشة تقتضى الانسان الوديع الهادى مثلما قال معلمنا بولس الرسول " الروح الوديع الهادى الذى هو عند الله كثير الثمن " و من النقط الجميلة جدا إن الإنسان عندما يكون يتناقش فى موضوع معين انه قبلما يقدم رأيه يحترم رأى غيره . وما يقال عن الكلام يقال ايضا عن الكتابة ويقال عن نقد الاخرين . مثلما يوجد اخطاء اللسان ايضا يوجد اخطاء الكتابة ومن الممكن ان نضع انفسنا لكى ننقد الاخرين فى تصرفاتهم مع ان الكتاب المقدس يقول " من انت يا من تدين عبد غيرك هو لمولاه يسقط او يثبت لكنه سيثبت لان الله قادر ان يثبته ".
الكلام عن طهارة الجسد وطهارة النظر وطهارة اللسان كل هذا لابد من ان نعرف انه يجمع كله طهارة ونقاوة القلب . الانسان الذى له القلب النقى قال عنه سليمان الحكيم فى سفر الامثال (23:4) " فوق كل تحفظ احفظ قلبك لان منه مخارج الحياة " وفى انجيل معلمنا لوقا البشير (45:6) السيد المسيح يتكلم عن " الانسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح ، والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشرور لانه من فضلة القلب يتكلم اللسان " . مهم للغاية ان كلما ادرك الانسان النعم والبركات والخيرات التى اعطها له الله يشعر تماما كيف يجب ان يحتفظ بطهارة القلب وطهارة الفكر والحواس والمشاعر .
معلمنا بولس الرسول فى رسالته الاولى الى اهل كرونثوس يقول " اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم ان كان احد يفسد هيكل الله فسيفسده الله لان هيكل الله مقدس الذى انتم هو " وهذا يعطينا تصور لامر هام جدا فى حياة الطهارة أن الانسان يشعر من هو . بمعنى ان و انت خارج الكنيسة مهما بلغ بك الامر لابد ان تراعى كل تصرف وكل كلمة عندما تدخل من الباب الخارجى للكنيسة. مثلا اذا كان شخص معتاد التدخين هل اذا دخل الكنيسة يستطيع ان يدخن ؟ طبعا لا . وهل اذا دخل الهيكل للتقدم للاسرار الالهية هل يتجرأ انه يدخن ؟ طبعا الاجابة مستحيل . عندما تعرف انك انت نفسك هيكل وروح الله ساكن فيك . اذن انت داخل الكنيسة او خارج الكنيسة انت هيكل الله . عندما تركب المواصلات انت هيكل الله و روح الله ساكن فيك عندما تذهب الى كليتك او مدرستك او عملك انت هيكل الله و روح الله ساكن فيك الانسان الذى يريد ان يعيش طهارة القلب ونقاوته هو الانسان الذى يشعر فى كل مكان يذهب اليه انه هو هيكل للروح القدس . ولذلك معلمنا بولس الرسول فى رسالته الى اهل رومية بيقول " اطلب اليكم ايها الاخوة ان تقدموا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية " فهو يريد ان يعلمنا اننا نقدم اجسادنا ذبيحة مادام جسدنا هو هيكل لله والهيكل من الاشياء الضرورية لتقديم الذبائح .
ابونا بشوى كامل قال : ليست الطهارة هى مجرد الامتناع عن النجاسة ، بل هى انشغال بالله حب للمسيح امتلاء من الروح القدس .
ولالهنا المجد الدائم من الان والى الابد . امين