ربنا موجود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ربنا موجود


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تبا للواقع اللعين

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Shakespeare
عضو ماسى ( مفيش بعده )
عضو ماسى ( مفيش بعده )
Shakespeare


ذكر عدد الرسائل : 1265
العمر : 36
العمل/الترفيه : English Young Man
تاريخ التسجيل : 06/03/2008

تبا للواقع اللعين Empty
مُساهمةموضوع: تبا للواقع اللعين   تبا للواقع اللعين I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 29, 2008 7:46 am

أشخاص المسرحية الاب الام الابن
المكان تدور حوادث المسرحية في منزل تقليدي
الزمان الوقت الحاضر
في المنزل :
منظر ثابت يدل على غرفة كبيرة في منزل ، وفي أحدى زواياها مكتبة ، بينما تحتوي الزاوية المقابلة على ستاند للرسم ، الغرفة مبعثرة ، توزع مجموعة من اللوحات على المسرح ، علب زيت قديمة ، كتب مبعثرة ، أوراق ممزقة .
نجد الأب جالساً وفي يديه الفرشاة والزيت وهو مستمر في الرسم ، بينما نرى الابن يتصفح في كتاب .


الابن : أراك ترسم يا أبي
الأب : نعم أنها لوحة جديدة
الابن: وفي أي موضوع تصب ؟
الأب : أنها واقعية
الابن : (بانفعال) واقعية ، ولكنك لم ترسم الواقعية قط .
الأب : هذا صحيـح ولكني بدأت أتعايش مع هذا المذهب الذي كرهته دائماً .
الابن : أني لا اصدق ما تقوله ، فمنذ كنت طفلاً وأنا أشاهد لوحاتك كلهـا ، فهي تنتمي إلى السريالية ولما أسألك عن عدم رسمك للواقعية تقول أنها غير موجودة في داخلي .
الأب : هذا صحيح ولكن بعد هذا المشوار الطويل في الرسم ، تبين لي أني كنت امزح ، وكلامي غير صحيح .
الابن : ولكنك فجأة شعرت بذلك ، ماذا تقول للناس التي تعرف انك سريالي ، وماذا أقول لأصدقائي ، أبي السريالي أصبح واقعياً ، انه كلام غير صحيح وغير منطقي ، فأنت اسم لامع في الحركة التشكيلية ولك أسلوبك الخاص الذي تُعرف به من بين مئات اللوحات ....
الأب : (مقاطعاً) كـلامك لا يعنيني ، فانا قررت ، ولا يهمني كلام الناس .
(تدخل الام فجأة)
ألام : لماذا تتشاجران ؟ هل هناك مشكلة ؟
الابن: أبي ترك تاريخه الفني وظهر بمصطلح جديد لحياته .
ألام : وما الضير من ذلك ؟
الابن : (بانفعال حاد) كيف تقولين ذلك ؟ انه تاريخ طويل ، يمتد الى ثلاثين عاماً (ينظر إلى الأب) انك نسيت (أندريه بيرتون) مؤسس السريالية ، كنت تحبه وتتولع في كتاباته النقدية ونسيت ايضاً (سلفادور دالي) الذي تعشق رسوماته اما مسرحيات ثورنتون وأيلور التي لم تـنزلها من يـديك .
الأب : يا ولدي انك لم تفهمني ، فانا عشت وتعايشت مع هذا المذهب منذ كنت طالباً في معهد الفنون الجميلة ، ولكن ، علينا ان نعيش واقعنا الذي نعيشه ، كفى استخداماً لمصطلحات قد عشناها سنين طوالاً . (يستمر في الرسم)
الام : ان والدك على حق .
الابن : (ينظر اليه بسخرية) حمداً لله على صحوك المبكر .
الأب : ماذا تقصد ؟
الابن : لا شيء ، أني اقرأ فقط .
ألام : لماذا أنـت منزعج ؟ فأنك شاعر وليس برسام .
الابن : هذا صحيح ولكني اهتم بتاريخ أبي ، كما يهتم أبي بتاريخ جدي وهو يفتخر به ، يذكره أينما تتسنى له الفرصة .
الأب : وأنت لا تفتخر بأبيك ، فانا رسام مشهور ، وصل صيتي إلى دول عدة وشاركت في معارض عربية وعالمية بل حصدت عشرات الجوائز ، هذا كله وأنت الشاعر الصغير تستهزأ بي
(يوقع الزيت الذي في يده أرضاً ويخرج من المسرح ، بينما الام تريد مناداته)
الابن : أتركيه يا أمي وتعالي اقرأ لك آخر قصيدة كتبتها لحبيبتي
ثم يقرأ لها القصيدة و تقول الام :جميلة حقا. انا ذاهبة إلى السوق واذا جاء والدك لا تتشاجر معه ، فأنه ليس على ما يرام اليوم .
الابن : سوف يصحو ويرجع إلينا سالماً .
الام : ان شاء الله (تخرج من المسرح)
الابن : (مع نفسه) عليّ ان اقرأ جيداً ، فأبي يقول أني شاعر صغير ، سأكبر وأكون شاعراً متميزاً ، ويحبني الناس وخاصة النساء كما تحب الشاعر الرومانسي (نزار قباني) الذي كان محط إعجابي ومدرستي الشعرية ، فأنا لا أتحول بعد ثلاثين عاماً إلى شاعر سياسي كما تحول أبي إلى واقعي .
الأب : (يدخل فجأة) مع من كنت تتكلم ؟
الابن : كلا .. كلا .. لا يوجد شيء ، (متردداً) ولكني أقول سأظل شاعراً أحب المرأة ولا أتغير بعد ثلاثين سنة ، مهما كلف الأمر .
الأب : (مقاطعاً) وماذا تقصد ؟
الابن : هناك أناس تغيروا مع مرور الزمن ، ولكنهم سوف ينزعجون من الواقع الأليم حتى ولو كان فناً في لوحة صغيرة ، فهي مملة ، وتجعلني اشمئز من العالم هذا ، وأتمنى الهروب إلى أماكن بعيدة ، اسمع يا أبي هذا المقطع مـن قصيدتـي (آلام جارحة) ...
الأب : (مقاطعاً) كفاك ، سوف تصحو مثلي وتتندم على ما فاتك .
الابن : هذا مستحيل أيها الأب الواقعي ....
الأب : (مقاطعاً) كفاك عن هذا الحديث ، والآن قل لي أين ذهبت أمك ؟
الابن : (يتلفت) نعم قالت انها ذاهبة إلى السوق (يستمر بالكتابة)
الأب : (يجلس بجانبه) أراك تكتب ، هل هي قصيدة جديدة ؟ أم أحدى واجباتـك في الكلية .
الابن : لا يا والدي ، أني أدون ذكرياتي ، أدونها كل نهاية أسبوع .
الأب : لكن اليوم ليس نهاية أسبوع .
الابن : هذا صحيح ولكن اليوم مهم جداً عندي ، اذ جرت فيه أحداث كثيرة وشيقة .
(تدخل الام)
الأب : (يلتفت إليها) ، انكِ تأخرتِ كثيراً
(يخرج الابن من المسرح ، يبقى الأب والام)
الام : لماذا عاملته بطريقة غريبة قبل ان اذهب ؟
الأب : انه لا يفهمني دائماً ، وفي النهاية يعتذر
الام : ولكن هذه المرة انه محق ، انك تغيرت كثيراً .
الأب : ليس انا الذي تغيرت ، بل العالم هو الذي تغير ، الناس هم الذين تغيروا ، كل شيء حولي تغير ، حتى وطني الذي أحببته .. وقبلت ترابه تغير ، كيف لي ان أبقى على ما أنى فيه .
الام : وما علاقة الفن بالحياة ؟
الأب : انه جزء من الحياة ، بل هو استجابة لما نشاهده في حياتنا ، فننقله كل حسب ما يراه ، فهذا السبب الذي جعلني أتحول إلى رسام واقعي ، لأرسم ما أراه يومياً ، كما هو .
الام : عليك ان تكلم ابنك بهذا الأسلوب .
(تبدأ الام بترتيب الكتب المبعثرة ، ووضعها في مكانها المناسب)
الأب : اتركيها فسوف يرجع ويبعثرها مرة ثانية ، فهو يحب حاجياته هكذا .
الام : انه مثلك تماماً ، فأنت تبعثر لوحاتك ومستلزمات الرسم ، هنا وهناك .
(يدخل الابن)
الابن : ما الأمر يا أمي ، هل هناك مشكلة؟
الام : كلا يا ولدي ، لاشيء ، كنت أفكر بوضعنا غير الامن دائماً
الابن : أنها مشكلة أبدية ، علينا تركها جانباً ، وألا أصابنا الملل وتبدأ علامات هلاكنا .
الام : (بانفعال) انك غير واقعي ، عليك ان تصحو ، ان والدك على حق سوف اتركك لتصحوا مع نفسك ، فكر جيداً ، فكر بوضعنا وحياتنا ، فكر إلى أين وصل بنا الاستبداد والظلم ، لا تتهرب من حياتك التي تعيشها ، كما تهرب أبيك من قبلك ، والان بدأ يفكر بعد هذيان طويل (تخرج من المسرح)
الابن : (بسخرية) الكل يريد الواقع ، هههههه أنكم لا تعرفون الواقع جيداً فانه غدار ، لا صديق لديه ، تركني وذهب بدون أي اعتذار ، تركني مع مشاعري وأحاسيسي وعقلي الباطن ، (يبدأ بتمزيق الكتب وتخريب المكتبة) أين الأفكار التي قرأتها ؟ يريدونني ان أنساها ، كيف ذلك ؟ تعايشت مع من أحب على قوانين خاصة بعيدة عن الواقع ، والان تريدون مني ان أكون واقعياً ، انا لا افعل مثل فعلة ابي ، انه سوف يندم ، (يخرج قلم وورقة من جيبه ويبدأ الكتابة) أنها اخر قصيدة اكتبها في حياتي وانا سريالي (يبدأ بالكتابة)
(يعطي ظهره للجمهور ، وتنطفئ الإضاءة شيئاً بعد شيء)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
michealgirl
عضو مالوش حل (ذهبى)
عضو مالوش حل (ذهبى)
michealgirl


انثى عدد الرسائل : 334
العمر : 34
العمل/الترفيه : طالبة بكلية العلوم
تاريخ التسجيل : 27/03/2008

تبا للواقع اللعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: تبا للواقع اللعين   تبا للواقع اللعين I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 29, 2008 9:05 am

بجد المزضزع جميل جداااااااا ولازم كلنا نهتم بالواقع للى عيشينوا

ونفكر فية ربنا يعوض تعب محبتك وننتظر المزيد من الحكايات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تبا للواقع اللعين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ربنا موجود :: القصص والتأملات :: قسم القصص الروحيه المتنوعه-
انتقل الى: