هذا رأيى فى البطالة فما رأيك انت؟

رأيى الشخصى فيما يتعلق بقضية البطالة أجمله فى الاتى :-

بداية لابد من التأكيد على أن خريجى التعليم العالى هم الأكثر وعيا و الأعلى طموحا, و استمرار تعطلهم يولد قدرا هائلا من الاحباط و السخط فى نفوسهم و يهيئهم للتمرد الصامت أو المعلن حيث يعز علينا ضياع سنوات الدراسة دون أن نجنى ثمرتها خاصة مع العلم بأن تكاليف التعليم العالى المباشرة و غير المباشرة هى الأعلى مقارنة بأنواع التعليم الاخرى. فنحن نخشى من استفحال هذه البطالة لتصبح في النهاية آفة تنخر أجساد الشباب المصرى. و فى الحقيقة أنا و أمثالى من الشباب لا نهتم بالبطالة المقنعة قدر إهتمامنا بالسافرة أو الظاهرة على الرغم من إننى حقا لا اريد ان أعمل و أظل عاطلا مقنعا بقناع العمل.

قبل توجيه الإتهام للحكومة و النظام و تحميلهما المسئولية الكبرى فى هذه القضية حاولت أن أجد إجراءا واحدا من حولى قامت به الحكومة للتخفيف من وطأة تلك المشكلة (البطالة) فلم أجد إلا أن قامت الحكومة بإنشاء صندوق إجتماعى لحل مشكلة البطالة و الذى تم انشاؤه بالقرار الجمهورى رقم 40 لسنة 1990 ولا شك أن لهذا الصندوق وظيفة هامة فأنا لا أنكر دوره فهو يخلق فرص مؤقتة للشباب و لكنه لا يمكن أن يكون وسيلة الدولة الوحيدة فى مقاومة البطالة فإذا تصورت الحكومة إنها تعالج البطالة بالصندوق الإجتماعى تكون كمن يعالج السرطان بقرص من الاسبرين.

فالبطالة مشكلة مزمنة تبحث عن حل و إن لم تجد من يتصدى لها فمصيرها الإنفجار و كلنا نجزم بذلك و لذلك فقد تناولت سابقا بعض الاراء لكبار الأساتذة التى تناولت الحلول المقترحة لعلاج المشكلة و فيما يلى تكميلا لهذه الحلول طبقا لرؤيتى البسيطة :-

- قضية محاربة البطالة يجيب تحويلها إلى مشروع قومي كبير يلتف الناس حوله مثل مشروع السد العالى سابقا حتى نكثف المجهودات للعمل على حلها.

- إعلان البيانات الحقيقية لحجم ومعدل البطالة السافرة (الظاهرة) و لحجم البطالة المقنعة و ذلك أشبه بعملية إعرف عدوك حتى تتمكن من القضاء عليه.

- ثم تضع الحكومة مسألة تشغيل العاطلين علي قمة جدول أولوياتها، وتتبني استراتيجية واضحة لتحقيق هذا التشغيل.

- تطوير التعليم و استبدال ما به من حشو بكل ما يهيئ العقول للتعامل مع المجتمع و الواقع العملى فيما بعد خاصة التعليم العالى و الذى أطلقت عليه اسم التعليب العالى و ليس التعليم العالى فهم يعلبوننا ثم يضعوننا على الرفوف و هل من مشترى؟ لا...

- الإستفادة من تجارب بعض الدول كالصين و ماليزيا و تركيا فى كيفية تناولهم للقضيتين تطوير التعليم أولا ثم البطالة كنتيجة للتعليم غير الجيد ثانيا.

- إقامة المشروعات الصغيرة التى يمكن أن تكون حلولا عملية على المدى القصير.

- وضع برنامج تشغيل او عمل تبادلى بين الدول العربية حتى نتمكن نحن الشباب المصرى من العمل خارجا اذا لم تتوفر الفرص الملائمة فى مصر مع التقيد بالرجوع حال إيجاد الفرصة المناسبة لعدم إهدار القوى البشرية.

- أما الحل الجذري طويل الأمد لقضية البطالة فهو الخروج من العباءة الرأسمالية و أبرر قولى حتى لا أبدو متطرفا بأن هناك نماذج إشتراكية حققت نجاحا لا يستهان به كالصين و غيرها من الدول الإشتراكية.

و أخيرا أود أن ألفت الإنتباه لشيئ هام و أساسى و هو أننا نحن كشباب مصرى نحب بلدنا نرغب بشدة فى أن نشغل مواقع العمل المختلفة فى السوق و بالفعل نحن قادرين على العطاءو نرغب فى العطاء و نريد الفرصة. و إن لم يكن تعليمنا قد هيأنا بدرجة كافية فخبراتنا الحياتية و إن كانت قليلة قد قامت باللازم. فنحن نعيش فى مجتمع مصرى مليئ بالضغوط و التحديات و من لا يستفيد من هذه الضغوط فهو باردا...

رأي مظبوط مية في المية