أهم المعالم والمنشات الحالية بالدير
الكلية الاكليريكية ومعهد ديديموس للمرتلين
الكلية الاكليريكية
" مدرسة الرهبان سابقا"
عندما ازداد نشاط المرسلين الأمريكان فى أسيوط فى منتصف القرن 19 الميلادى وبتزايد التساؤلات الكثيرة من أبناء الكنيسة فى النواحى العقائدية واللاهوتية. اهتم الآباء الرهبان بالدرس والإطلاع حتى يرووا عطش المتهافتين على معرفة الكنوز الروحية لكنيستهم القبطية. وقد استمر الدرس والإطلاع على شكل مجهودات فردية من قبل الآباء إلى أن اهتمت الكنيسة عموما بتثقيف الآباء الرهبان- وعلى رأسهما الباب كيرلس الخامس- بإنشاء مدارس للرهبان فى أديرتهم فأنشئت مدرسة للرهبان بدير المحرق على يد الأنبا باخوميوس الأول أسقف الدير فى نهاية القرن التاسع عشر وعين لها مدرسون أكفاء من خريجى المدرسة الإكليريكية بالقاهرة وكانت تلقى الدروس فى الطابق العلوى من كنيسة مارجرجس الحالية. وفى الثلاثينات من القرن العشرين أنشىء مبنى خاص بمدرسة الرهبان ( وهوالكلية الإكليريكية الحالية ) وذلك فى وقت رئاسة القمص تادرس أسعد ( 1930-1936م ) واستمرت هذه المدرسة مزدهرة فقد كان المجتهدون فيها يرسلون إلى المدرسة اللاهوتية بحلوان لاستكمال دراستهم اللاهوتية.
وعندما اعتلى الباب شنودة الثالث الكرسى البطريركى اهتم بالكلية الإكليريكية فرأى أن ينتقل القسم المتوسط الموجود بالقاهرة إلى دير المحرق. وكان أنسب مكان لها هو مدرسة الرهبان. وهذا لكى يتعود الطلبة على الجو الريفى بعيدين عن أضواء العاصمة. وبحيث يكون لهم منهج خاص يناسب خدمة الريف, وأيضا لأسباب مالية تتعلق بالعجز المالى الكبير الذى تواجيه البطريركية. وكذلك لكى يكون لدير العذراء ( المحرق ) رسالة علمية يساهم بها فى خدمة الإكليريكية. وعرض قداسته الأمر على المجمع المقدس فوافق عليه وعلى المجلس الملى فوافق عليه. وهكذا تم نقل القسم المتوسط إلى دير المحرق.
وقد إختار له قداسة الباب مجموعة من مدرسى ومعيدى الكلية الإكليريكية نقلوا من القاهرة إلى الدير مع الاستعانة ببعض أساتذة المنطقة الإكليريكيين.
والدراسة فى الدير لها طابعها الروحى العميق, لدرجة أن كثيرا من المعاهد الدينية فى أوربا وأمريكا توجد فى الأديرة, وعندما أخذت احدى المجلات القبطية رأى قداسة الباب عن رأيه فى النهوض بالإكليريكية قال أريد أن تكون الكلية الإكليريكية دير أو شبه دير. يأخذ فيه الطالب إلى جوار العلم ما يفيده روحيا من هدفه فى خدمة الريف.
ولم يكن سهلا على خريجى الإكليريكية بالأنبا رويس, الذين قضوا خمس أو ست سنوات فى القاهرة, أن يرجعوا إلى خدمة الريف, بعد أن ألفوا المدينة الكبيرة واعتادوا الخدمة فيها. لذلك أنشئت كلية إكليريكية بدير المحرق, لتخرج خداما للريف يعتادطلابها المعيشة فى جو ريفى ... ويدرسون مناهج تصلح لخدمة الريف بعيدة عن الطابع الأكاديمى الذى لايناسب القرى. وقد جاء قداسة الباب شنودة الثالث يوم الأربعاء 15 سبتمبر سنة 1975 إلى دير المحرق لتنشيط الإكليريكية وعقد اجتماعا حضره أصحاب النيافة الأنبا أثناسيوس, والأنبا مكسيموس والأنبا لوكاس والأنبا أغاثون والأنبا صرابامون والأنبا ويصا , والأنبا بيمن والقمص برسوم المحرقى رئيس الدير وحضره مجموعة من هيئة التدريس بالإكليريكية.
وكان قداسة الباب قد أرسل خطابات إلى أصحاب النيافة الآباء المطارنة والأساقفة لكى يرسل كل منهم الطلبة الذين يرشحهم للإلتحاق بالقسم المتوسط بالإكليريكية تمهيدا لسيلمتهم فى إيبارشيته.
وإستجابة لهذه الدعوة كان عدد الذين قبلوا فى ذلك العام أكثر بكثير جدا من طلبة العام الذى يسبقه.
كما تقرر أن يلحق بالدير فرع آخر للحاصلين على الدبلومات الفنية شرط أن يذكيهم أساقفتهم لإحتياجتهم فى الخدمة.
وفى سنة 1982 تحول القسم المتوسط إلى القسم العالى أى بقبول الحاصلين على الثانوية العامة وما يعادلها من الدبلومات الخرى. حيث يدرس الطالب لمدة 4 سنوات, وبعدها يحصل على بكالوريوس فى العلوم اللاهوتية والكنيسة. والكلية الاكليريكية لا تحتاج الى تعريف أكثر عما قاله مؤسسها الارشيدياكون حبيب جرجس " إن هدف الكلية الاكليريكية هو تمجيد اسم الله أول كل شىء الذى أظهر القوة على أيدى الضعفاء من الناس , على أن يمجدوا اسمه القدوس وينشروا كلمته عالية بين الناس ....
إن الامم المسيحية الناهضة تختار رعاتها من أرقى المتعلمين رتبة ومن الحاصلين على أكبر الدراجات العلمية ولا تنتخبهم الا أذا كانوا من أرقى أبناءها عقلا وأكثرهم خبرة وهذا مات تدعواليه وظيفتهم لأنهم خدام الله ونائبوه على الارض
ويقول الكتاب المقدس أن الله أختار لهذه الوظيفة أفضل أبناء عصورهم فى العهدين القديم والجديد. فمثلا موسى وصموئيل وإيليا وبولس الرسول وبقية الأنبياء والرسل الذين إختارهم الرب قادة مصلحين. وبولس الرسل أسماهم وكلاء أسرار الله وسفراء المسيح ويكفى أن هدف هذه الكلية أن يؤهل خريجيها أن تكون وظيفتهم هى وظيفة الرسل والأنبياء. ( وما سمعته منى بشهود كثيرين أودعه أناسا أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا أخرين أيضا" (2تى 2:2 ).
وفائدة الإكليريكية للكنيسة هى إعداد الرعاة إعدادا دينيا كافيا ويعنى بهم عناية خاصة الذين أختيروا من أصحاب الكفاءات الممتازة لأنهم هم الذين يقودون الشعب إلى بر السلامة وإلى الخير المأمؤل, وكما عبر عنه بولس الرسول عندما قال "لايأخذ أحد هذه الوظيفة لنفسه بل المدعو من الله " (عب 5:4) وقال أيضا مارإفرام : أنه هبة تفوق كل عقل.
لذلك فالإكليريكية هى مصدر التعاليم الحية ومهبط الأخلاق الطاهرة النقية, وهى أم المجتمع... تصلح الفرد والمجتمع وتنشر العدل والطمأنينة والسلام... وتغرس الإيمان الثابت والمحبة الخالصة... "
للاعلى
معهد ديديموس للعرفاء والمرتلين
أنشىء المعهد- بالدير- فى أواخر السبعينيات لتخريج مرتلى الكنيسة والعرفاء الذين لا تستغنى عنهم الكنيسة القبطية لأنهم المتخصصون فى ممارسة طقس الكنيسة بإنتظام والمعايشون له يوميا والمحافظون عليه من كل قلوبهم لتفرغهم الكامل له وعدم ارتباطهم بأى مشاغل أخرى.
ومدة الدراسة فى المعهد خمس سنوات يتلقى فيها الطالب بعض المناهج التعليمية- بالإضافة إلى الألحان والطقوس الكنيسة بالكامل- مثل :
+ دراسة فى العهدين القديم والجديد, وتاريخ الكنيسة.
+ حفظ المزمير
+ اللغة القبطية
+ اللغة العربية
+ الحساب
وقد كان هذا المعهد- عندما أنشىء فرعه الرئيسى بالقاهرة- غالبية طلابه من المكفوفين, لذلك أطلق عليه اسم القديس ديديموس واستمر يحمل هذا الاسم إلى اليوم.
القديس ديديموس الضرير : ولد فى الأسكندرية فى القرن الرابع الميلادى . وأصيب بمرض فى عينيه وهو فى الرابعة من عمره أفقده بصره , ولكن لرغبته الشديدة للحصول على العلم لم يمنعه فقد البصر ولا الفقر من إختراع الحروف عن طريق النحت حتى يتمكن من القراءة بإصبعه ( وبذلك يكون سبق برايلالذى وضع طريقة الحروف البارزة للمكفوفين بخمسة عشر قرنا )
وقد عينه البابا أثناسيوس الرسولى مديرا لمدرسة الاسكندرية اللاهوتية سنة 340 م , فكان أستاذا ماهرا ومافعا قويا عن الايمان وأشتهر بفضائله ونسكه , فتقاطر طلاب العلم إليه من كل مكان وتتلمذ له كثيرون من ذوى البصر لذا لقب "بالاعمى البصير" وتمت الايه القائلة :"الرب يفتح أعين العمى " ( مزمور 146 : 7 )
لقد أنار الرب قلبه وعقله وبصيرته الخفية فقام بتاليف عدة مؤلفات فى العلوم اللاهوتية وتفسيرا فى الكتاب المقدس ( العهدين القديم والجديد ) .بركة صلاته تكون معنا أمين