ربنا موجود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ربنا موجود


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الـخـلاص و سـر الـتـوبـة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Shakespeare
عضو ماسى ( مفيش بعده )
عضو ماسى ( مفيش بعده )
Shakespeare


ذكر عدد الرسائل : 1265
العمر : 36
العمل/الترفيه : English Young Man
تاريخ التسجيل : 06/03/2008

الـخـلاص و سـر الـتـوبـة Empty
مُساهمةموضوع: الـخـلاص و سـر الـتـوبـة   الـخـلاص و سـر الـتـوبـة I_icon_minitimeالخميس أبريل 10, 2008 11:40 am

1- لزوم التوبة للخلاص:
التوبة لازمة للخلاص إذ بدونها يهلك الإنسان، كما وضح رب المجد يسوع بقوله: "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو3:13).

وهي لازمة لكي تمحى الخطايا، كما وضح القديس بطرس الرسول بقوله: "توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم، لكي تأتى أوقات الفرج من وجه الرب" (أع19:3).

لذلك فإن التوبة لازمة هي والمعمودية ليحصل الإنسان على غفران الخطايا، كما يتضح من قول معلمنا بطرس الرسول أيضاً: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا" (أع38:2).

كما أن التوبة لازمة أيضاً مع الإيمان للدخول في ملكوت الله، كما وضح الرب يسوع المسيح بقوله: "قد أكمل الزمان واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" (مر15:1).

من هذا نرى لزوم التوبة للخلاص ومغفرة الخطايا، وعن هذا قال قداسة البابا شنوده الثالث: { أهم ما في التوبة، أنه بدونها لا يتم خلاص}

(حياة التوبة والنقاوة – قداسة البابا شنوده الثالث – ص27).

وأضاف قداسته قائلاً:

{ إن التوبة هي التي تنقل استحقاقات دم المسيح في المغفرة. فالخلاص مقدم للكل. ودم المسيح كافي للكل. ولكن لا ينال منه إلاَ التائبون}

(حياة التوبة والنقاوة – قداسة البابا شنوده الثالث – ص26،27).

وقد فسر قداسته لزوم التوبة للخلاص بقوله:

{عدم التوبة معناه الارتباط بالخطية، وبالتالي الانفصال عن الله، لأنه "أية شركة بين النور والظلمة؟!" (2كو14:6). والخلاص بمعناه السليم، هو الخلاص من الخطية وعقوبتها. والسيد المسيح المخلص سمى كذلك "لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت21:1). فمادامت هناك خطية، لا يوجد إذاً خلاص. لأن الإنسان لا يخلص وهو في حياة الخطية}

(بدعة الخلاص في لحظة – قداسة البابا شنوده الثالث – ص35).

وقد وضح قداسته نقطة جوهرية بخصوص لزوم التوبة بقوله:

{حقا أن الخلاص ثمنه دم المسيح. ولكن دم المسيح لا يمحو إلاَ خطايا الذين تابوا... التوبة إذاً ليست هي الثمن، إنما هي وسيلة. وبدونها لا نستحق الدم الكريم}

(بدعة الخلاص في لحظة – قداسة البابا شنوده الثالث – ص37).

2- مفهوم سـر التوبة:
ليست التوبة هي مجرد الندامة على الخطية في القلب، وإنما للتوبة معان كثيرة. ولقد أورد قداسة البابا شنوده الثالث في كتابه: (حياة التوبة والنقاوة – ص8-14). الكثير من هذه المعاني التي توضح مفهوم التوبة فقال إنها الرجوع إلى الله: "أرجعوا إليَّ أرجع إليكم" (ملا7:3). وهي الصلح مع الله "إذاً نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله" (2كو20:5). واليقظة الروحية "إنها ساعة لنستيقظ من النوم" (رو11:13). والانتقال من الموت إلى الحياة "استيقظ أيها النائم وقم من بين الأموات فيضيء لك المسيح" (أف14:5).

وهي قلب جديد طاهر، يمنحه الرب للخطا، يحبونه به "وأرش عليكم ماء طاهراً ... أعطيكم قلباً جديداً، وأجعل روحاً جديداً في داخلكم ... وأجعلكم تسلكون في فرائضي، وتحفظون أحكامي وتعملون بها" (حز25:36-27).

وهي التحرير من عبودية الخطية والشيطان "إن حرركم الابن فبالحقيقة أنتم أحـرار" (يو36:Cool.

هي ترك الخطية ولكن من أجل محبة الله. هي صرخة من الضمير وثورة على الماضي. هي تغير شامل لحياة الإنسان. هي استبدال شهوة بشهوة. هي تجديد للذهن "تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" (رو2:12). هي المفتاح الذهبي الذي يفتح به الملكوت. وهي القناة التي توصل استحقاقات الدم من الصليب. هي جمرة نار يلقطها أحد السارافيم من فوق المذبح. (أش7:6). هي طريق الهروب من الغضب الآتي. هي إبقاء الله عليك وعدم أخذك في خطيتك. أنها يد الله الممدودة، يطلب أن يصالحك. التوبة هي استجابة من الإنسان لدعوة الله إليه. هي قلب منسحق. هي عذاب عظيم للشيطان مضادها. هي فرح في السماء وعلى الأرض "يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب" (لو7:15-10). والتوبة هي حياة النصرة أو أنشودة الغلبة "مبارك الرب الذي لم يسلمنا فريسة لأسنانهم … نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونح نجونا" (مز6:124،7). التوبة هي بداية رحلة طويلة إلى حياة النقاوة.

هذا عن مفهوم التوبة روحياً، أما كنسياً، فتعتبر التوبة سر من الأسرار السبعة المقدسة الكنسية. أي أنها وسيلة وواسطة من الوسائط التي من خلالها تصل نعمة الله إلى التائب. أي نعمة الغفران.

وفي هذا قال قداسة البابا شنوده الثالث:

{التوبة في المفهوم الأرثوذكسي هي سر من أسرار الكنسية السبعة، اسمه سر (التوبة). أما الطوائف البروتستانتية – وهي لا تؤمن بأسرار الكنيسة – فلا تنظر إلى التوبة كسر مقدس، إنما كمجرد مشاعر داخل قلب الإنسان من ندم على الخطية، وعزم على تركها.

إذاً هناك فارق بين (التوبة) و(سر التوبة) ولهذا الفارق دلالاته ونتائجه اللاهوتية} (بدعة الخلاص في لحظة – قداسة البابا شنوده الثالث – ص38).

وحيث أن التوبة سر مقدس، فليزم لها شروط، نتحدث عنها في النقطة التالية:

3- شـروط سـر التوبـة:
هناك بعض الشروط التي يجب توفرها لإتمام سر التوبة. وهي بمثابة علامات حقيقية أو معايير شرعية لصدق التوبة. من هذه الشروط أو المعايير:

(أ) الندامــة:

ينبغي أن تتوفر الندامة للتائب على كل الأخطاء التي صدرت منه. يتضح ذلك من قول معلمنا أيوب الصابر: "لذلك أرفض وأندم في التراب والرماد" (أي6:42). وكذلك من قول معلمنا داود النبي: "تعبت في تنهدي، أعوم في كل ليلة سريري بدموعي أذوب فراشي. ساخت من الفم عيني" (مز6:6،7).

والندامة تولد الانسحاق والإتضاع والدموع وتبكيت النفس. وحول هذه العلامة المميزة للتائب قال قداسة البابا شنوده الثالث:

{ التائب الحقيقي يعيش بنفس منسحقة يعصره الخجل والندم، ويشعر بمذلة الخطية، هو في انسحاقه يبكت ذاته باستمرار على ما اقترفته ... وتبكيته لذاته، يجعلها تتضع، مهما تغيرت حياتها في التوبة}

(حياة التوبة والنقاوة – قداسة البابا شنوده الثالث – ص236،237).

ويضيف قداسته قائلاً: { والذي لا يقتني الانسحاق، ليس هو تائباً بالحقيقة}

(حياة التوبة والنقاوة – قداسة البابا شنوده الثالث – ص239).

(ب) العزيمة على عدم العودة للخطية:

ينبغي أن تكون نية التائب صادقة في أن يقطع علاقته بالخطية، ويعزم على عدم العودة إليها، حتى لا ينزلق في حياة الاستباحة والاستهتار.

وقد وضح الرب يسوع المسيح هذا المعيار في أثناء حديثه مع المرأة التي أمسكت في ذات الفعل إذ قال لها: "ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئي أيضاً" (يو11:Cool.

وأيضاً في قوله لمريض بيت حسدا بعد أن شفاه: "ها أنت قد برئت، فلا تخطئ أيضاً لئلا يكون لك أشـر" (يو14:5).

وهذا عين ما قرره معلمنا بطرس الرسول بقوله: "لأنه إذا كانوا بعدما هربوا من نجاسات العالم بمعرفة الرب والمخلص يسوع المسيح، يرتكبون أيضاً فيها فينغلبون، فقد صارت لهم الأواخر أشر من الأوائل … فقد أصابهم ما في المثل الصادق، كلب عاد إلى قيئه، وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة الحمأة" (2بط20:2ـ22).

العزيمة الصادقة على ترك الخطية إذاً هي شرط ومعيار لسر التوبة الحقيقية، وفي هذا قال قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث:

{ ومن المفاهيم الخاطئة أن يظن البعض أن الاعتراف هو مجرد أن يذكر خطاياه للكاهن ويأخذ عنها حلاً وينتهي الأمر دون أن يقرن الاعتراف بالتوبة الصادقة وبالندم الشديد، وتبكيت النفس، والعزيمة الصادقة على ترك الخطية والبعد عن كل أسبابها} (حياة التوبة والنقاوة – قداسة البابا شنوده الثالث – ص249).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الـخـلاص و سـر الـتـوبـة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ربنا موجود :: قسم اللاهوت :: اللاهوت الروحي-
انتقل الى: