ربنا موجود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ربنا موجود


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يوميات راهب

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عماد
عضو مالوش حل (ذهبى)
عضو مالوش حل (ذهبى)
عماد


عدد الرسائل : 323
تاريخ التسجيل : 17/03/2008

يوميات راهب Empty
مُساهمةموضوع: يوميات راهب   يوميات راهب I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 08, 2008 10:08 am

القمص متاؤس السرياني
هناك خطورة كبيرة حينما تندمج التعاليم التى تُلقَى على العلمانيين فى العالم وتُلَقن للرهبان سكان البرية . معنى هذا خلط بين الطريقين ، يوجد انفصام فى شخصية الراهب لأن كل منهما له تدبيره الخاص وحياته المستقلة عن الآخر .

من حق الناس أن يختاروا الشخص الذى يثقون به ويطمئنون إليه ويعهدون إليه بروحياتهم يرعاهم ويهتم بها . والله نفسه يحب هذه الحرية ولا يُرغم إنسان على أمر ضد إرادته – ولا يسيره على الرغم منه حتى ولو إلى الخير .


ما أكثر الفخاخ المنصوبة فى الطريق الروحانى … المتضعون يفلتون فلكى نصل أو بالأحرى لكى تتصل النفس بخالقها بدون عائق وتتحد به تماماً يلزم أن تتطهر من الإنسان العتيق… ولكى تتنقى لابد لها أن تدخل كور التجارب ثم تنتظر بعد ذلك افتقاد النعمة . فليس عمل الإنسان هو كل شىء إنما ما نقدمه أمام الرب من تذلل بأنواع النسك والتقشفات ما هو إلا لنجتذب رحمة الرب إلينا ونستدر عطفه وحنانه علينا … ولكن أعظم الجهادات والإماتات لا تفى حق أصغر الخطايا . إذاً ليس لنا سوى الإيمان القوى الثابت فى أن نتطهر بالدم الذكى المسفوك لأجل الخطاة .

الراهب الذى لم يكن مستوى معيشته بعد الرهبنة أقل بمائة ضعف مما كان عليه فى العالم لا يستحق أن يأخذ عوض ما ترك مائة ضعف كوعد السيد له المجد . وهكذا عاش أولاد الملوك وأرسانيوس العظيم كقول بولس الرسول : خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكى أربح المسيح
( فى 3 : 8 ) .


الراهب العَمَّال فى طريق التوبة والعبادة . هو الذى يقضى يومه ليس كأجير يحسب يومه بالساعة وحياته بالأيام . بل كابن يحيا ويعمل مع أبيه ( فى ضوء الوصية ) وبذلك لا يشعر بثقل اليوم أو شدة الحرب . وهذا ما عاشه آباءنا القديسين فى البرارى فكانت السنين الطويلة عندهم كأيام قليلة .

هذا الجيل الصاعد لا يحتاج إلى مواعظ وتعاليم ملقنة أو مقروءة بقدر ما يحتاج إلى تجارب وضيقات عملية يجتازها بنفسه لتمحيصه وانفتاحه لواقع الحياة ثم نضوجه فكرياً وروحياً ليحيا الحياة السوية بدون شطط فى الخيال والآمال .

جيل مراهق فى الفضيلة والعبادة والحياة الرهبانية وسيظل طول عمره فى فترة المراهقة الروحية إذ يحب ويتجاوب مع من يشاركه أحاسيسه الرهيفة ونظره القصير وسطحية أفكاره ، وإذ يتجنب المتاعب والمصاعب فى الجهاد لذلك يقف على هامش الواقع متخيلاً الوصول إلى الحقيقة ولكنه أخيراً يشعر أنه واقف على أرض رخوة ومن يدرى ربما تخور به فيهوى إلى الحضيض .

مع التواضع يتمشى الفرح وسلامة النفس مع الضمير الصالح ، والضمير الصالح ينمو فى نور الوصية وحيثما تنفذ الوصية هناك مسكن الله فى القلب النقى .

الشهيد الحقيقى هو المجاهد بنشاط ومثابرة فى نطاق دعوته القانونية دون خداع ومخاتلة بل من القلب لله وليس للناس .

الدعوة التى دعى فيها كل واحد فليلبث فيها
( 1كو 7 : 20 ) .

ما دعى كل واحد فيه أيها الإخوة فليلبث فى ذلك مع الله ( 1كو 7 : 24 ) .

حينما يدخل علم النفس والفلسفة فى الحياة الرهبانية يفسدها تماماً كما يفعل السوس فى الخشب وكفعل الصدأ فى الحديد لأن الرهبنة بُنيت على البساطة والإيمان يغذيها والجاء يقويها والمحبة تشددها .

من ثمار الحياة التعبدية الرهبانية الثبات مع الصبر فى موضع واحد لأنه كلما زاد تيار النعمة فى نفس الراهب وعملت معه قوة الرب كلما غاص أكثر فى أعماق روحية . كل هذا يتوقف على الجو المحيط به والتربة التى ينمو فيها وهى الأبوة والأخوة والصحبة التى يتعامل معها ويعيش بينها . فالمناخ الروحى المشبع بالمحبة والألفة والسلام يُفرخ قديسين إذ يبعث فيهم اجتهاداً ونشاطاً وشوقاً بلا ملل ولا قلق إلى أفاق بعيدة المدى .

يأتى العلمانى إلى الرهبنة من العالم إلى الدير وفى قلبه أشواق كثيرة وآمال فى الطريق وحرارة وغيرة ونشاط فى العبادة وخدمة الجميع وما يلبث شهوراً أو سنوات قليلة وينطفىء كل هذا . وحين يُعرض عليه أى خدمة فى العالم بأى نوع يستجيب وإن كان يتردد أحياناً . فما السبب فى ذلك ؟ السبب القوى والواضح هنا هو أنه لم يتشبع بالروح الرهبانية السليمة منذ ابتداء دخوله الدير ولم يجد الشيوخ المحنكين العمالين فى الفضيلة المجاهدين حقاً ليتسلم منهم الروح لأن الرهبنة هى سر لذلك خدع نفسه أو خُدع من مدبريه بفضائل إنجيلية اكتفى بها ولم يطعمها بروح آباء البرية بطريق سَوْى لا شذوذ ولا تعقيد فيه مملحاً بنعمة روحانية منبثقة من تعاليم شيوخ الرهبنة السابقين والمعاصرين بإفراز وتقوى وموت حقيقى عن العالم لذلك كان لابد له أن يتمم الخط الذى سار فيه وابتدأ منه بخدمة إنجيلية على طقس الرسل والكارزين وليس على طقس أبينا أنطونيوس وأبينا مقاريوس سباع البرية . ليعطنا الرب من روحهم .

ما أجمل القداسة التى تخرج من كور التجارب وبوتقة الآلام مثل الذهب المصفى أما تلك التى لها مظهر القداسة البراق الناتجة عن رقة وحساسية وآداب فى اللفظ أو المعاملة فعليها خوف كثير .

الغلاف الذى يحفظ الثمرة بالنسبة لنفس الراهب هو المسكنة نعنى بها الإتضاع وإنكار الذات وأن يكون الإنسان غير محسوب ولا معروف عند الناس وهذا يؤكد قول السيد فى علامة تبعيته . ينكر ذاته ويحمل صليبه ولأن الفضيلة إذا اشتهرت بطُلت لذلك يلزم الراهب أن يكون مجهولاً من الجميع حيث لا كرامة ولا مديح ولا اعتناء يوجه له حينئذ يضمن لنفسه أن تكون مستورة ومحفوظة من مجد هذا العالم الزائل .

الراهب الذى يسعى فى طلب الله بجد واجتهاد واستقامة قلب . عليه أن يحتمل الظلم والمعيرة والازدراء والاحتقار والإهانة . وبالإجمال كل ما أصاب ربنا على الصليب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Shakespeare
عضو ماسى ( مفيش بعده )
عضو ماسى ( مفيش بعده )
Shakespeare


ذكر عدد الرسائل : 1265
العمر : 35
العمل/الترفيه : English Young Man
تاريخ التسجيل : 06/03/2008

يوميات راهب Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات راهب   يوميات راهب I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 08, 2008 2:08 pm

موضوع جميل جدا و انا عن نفسى

استفدت منه كتيييييير
بس رجاء محبة كبر الخط شوية عشان
موضوعك تعبنى اوى فى القراية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يوميات راهب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ربنا موجود :: قسم الاباء :: سير القديسين-
انتقل الى: